العنوان ياخذ مخيلة القارى الى استكشاف مشاهدات ومعايشات للكاتب عبر تشظى الامكنة غير المتخلية التى اقترب منه السارد فنقله لنا عبر متجزه ادب الرحلات التى كانت حصيلة ماطئت قدامه
هل جاء الكتاب استرجاع لذاكرة السارد لامكنة تشظت بالكاتب فى مسيرته الادبية
بل جاء نتيجة لمشاهدات حية ومن بعد إنصات واعي لصوت التاريخ القابع في صميم الامكنة ، صحيح أنا لم اتقصد الترحال لتلك الامكنة رغم شغف الاستكشاف الذي يلازمني، ولكني بلا شك تقصدت نقل التجربة الحقيقية وكل ما صادفني من حيوات وتجارب ، ولعلك تتفقي معي ان بعض الاماكن موحية بطبيعتها والبعض الاخر له صوت الحكاوى الدافئة والبعض الاخر صامت ولا معني له .
السرد الادبى المتخيل استطاع ان يسبر غور المكان ، فكيف يلتقى المكان الواقعى بالمتخيل ؟
المكان الروائي أو الفضاء الجغرافي للنص ليس هو مجرد عنصر صامت أو خلفية تقع عليها أحداث الرواية بل هو محور أساسي من محاور الرواية وحامل جوهري للمعني الساكن في حيواتها المتخليه ، فهو مكان يشيده خيال السارد ويخلقه المؤلف عن طريق الكلمات ثم يبث فيه كل مشاعره وتصوراته .
أما المكان الواقعي الذي قد يتناوله أدب الرحلات فان السارد يلجأ فيه إلى الوصف بازلا قصارى جهده لكي يجعل القارئ يرى الأشياء في ذالك المكان بوضوح ، فيعيش التجارب التى عاشها السارد فعلا ، ثم يدرك المعلومات الحقيقية التى وقف عليها وبالتالي فان نقطة الالتقاء قد تكمن في جهد الوصف ومعايشة المتلقي للأمكنة الموصوفة بخياله .
الخواطر هل هى حيوات خاصة بالسارد
الخاطرة هي ما يخطر على قلب وعقل السارد فيقدمها في شكل أدبي من بعد أن يوظف فيه كل مهاراته اللغوية من أجل التعبير عن مكنونات ما خطر عليه ، من مشاعر مختلفة وانطباعات ، فيستطيع القاري أن يشعر بالكاتب حتى لو لم يكن له خبرة من قبل ، وانا اسمى الخاطرة أخت الشعر الصغرى المتمردة ، وذلك لما في الخاطرة من تعابير وتشبيهات وصور جمالية كحال الشعر ولكن الخاطرة متحررة من القافية ومتمردة على الوزن .
والى حد ما قد يصح علي الخاطرة وصف انها من الحيوات الخاصة بالسارد من حيث انها انعكاس حر للتجارب والمشاهدات على عقلية وقلب السارد في لحظة ما ، لأن الخاطرة هكذا ستحمل الطابع والبصمة الشخصية للسارد ولفكره وثقافته ولغته وقدرته على التعبير والوصف ولكنها في ذات الوقت تنفي طابع الخصوصية المطلقة من حيث كون الخاطرة كثيرا ما تصطبغ بالرؤية الانسانية المشتركة التى تولدها تمازج خبرات الانسان الجمالية والمعرفية وتماثلها في كثير من الاحيان .
فى اى قالب ادبى يمكننا ان نضع الكتاب
هو في أدب الرحلات بمفهوم حقيقة الترحال واكتشاف الامكنة المختلفة و بمفهوم تمازج الخواطر وتماثل التجارب الجمالية للانسان عبر كل الامكنة وفي اطارها الزماني المتعدد ، فهو كتاب ينقل الخبرات ويشارك الخواطر ويقدم المعلومات ويحفز على الاستكشاف والتأمل .
مالذى اضافه الكتاب .
الكتاب قد اضاف لتجربتي الشخصية في عوالم السرد ، ومن الصعب أن أصفه بكونه أضافة لغيري او للمشهد السردي ، الا انني دون أدنى شك اتمنى ان يحفز القارئ على الاستكشاف من بعد ان يكون قد تأمل الجماليات والمعلومات والمشاعر التى عشتها في تلك الامكنة التى تنوعت ما بين الشرق والغرب ، وما بين المناطق الباردة والدافئة وتلك الماطرة الخضراء أيضا .
ادب الرحلات هل يستطيع ان يكون عين على بلد ما
ربما ترسخ صورة نمطية لبلد معين أو شعب ما ، بسبب الاعلام المتحيز ، أو بسبب النقل المقطتف المتعجل او ربما بسبب تناثر الرؤى وتأثرها بالعوامل المختلفة ،فياتي أدب الرحلات وقد يكون عينا صافية صادقة غير متحيزة فتصحح كثير من الصور النمطية التى رسخت ، وهو في هذا قد يصطف الى جانب الاشكال الادبية الاخرى.
زوروا «موقع رائدات»
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زورونا «إنستغرام رائدات»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك رائدات»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «يوتوب» «قناة رائدات»