
منذ سنواتٍ طويلة، كانت فتاة صغيرة تجلس أمام شاشة التلفاز بعيونٍ حالمة، تتابع حلقات مسلسل “أحلام نسيم” بلهفة، تحمل اسمًا يربطها ببطلة المسلسل (أحلام)، وتعيش لحظاتٍ مليئة بالخيال، متأثرة بأحداثه وشخصياته. اليوم، هذه الفتاة أصبحت نجمة صاعدة في سماء الدراما المغربية، تخطو خطوات ثابتة نحو تحقيق حلمها الفني. إنها الممثلة أحلام السعداوي، التي نجحت في تحويل حب الطفولة إلى مسيرة مهنية واعدة.
أنهت أحلام السعداوي مؤخرًا تصوير عملين جديدين هما: الفيلم التلفزيوني “بنت العم” والسلسلة الكوميدية “زواج ليلة تدبيرو عام”. هذه التجارب لم تكن مجرد أعمال فنية بالنسبة لها، بل كانت محطات أساسية في رحلتها نحو النضج الفني. تقول أحلام: *”أنا ممتنة جدًا لهذين العملين، لأنهما أتاحا لي فرصة الاحتكاك بممثلين كبار ومتمرسين، ساعدوني على صقل موهبتي والاستفادة من خبراتهم.”*
ولدت أحلام السعداوي حبًا خاصًا للتمثيل منذ طفولتها، لكنها لم تبدأ مسيرتها الفنية إلا بعد حصولها على الإجازة في الحقوق والتحاقها بمعهد متخصص في التكوين المسرحي. تقول: *”مشواري الفني بدأ بأدوار صغيرة في أعمال تلفزيونية، لكنها كانت مهمة لتعلّمي أصول المهنة. هذا العام، كنت محظوظة بالحصول على أدوار أكبر تُمكنني من إبراز موهبتي.”*
تعتبر أحلام أن فرصة العمل تحت إدارة المخرج حميد زيان، مخرج مسلسل “أحلام نسيم” الذي ألهمها طفولتها، كانت لحظة فارقة في حياتها المهنية. تعلق على ذلك قائلة: *”شعرت وكأنني أُكمل دائرة الحلم الذي بدأ منذ الطفولة. العمل مع مخرج ألهمني في بداياتي كان تجربة فريدة.”*
في تجربتيها الأخيرتين، عملت أحلام إلى جانب نجوم مغاربة بارزين، مثل عبد الإله عاجل، سحر الصديقي، عبد الصمد مفتاح الخير، وفاطمة الزهراء قنبوع. ترى أن هذا النوع من التعاون يُعتبر درسًا عمليًا في التمثيل. تقول: *”العمل مع أسماء كبيرة في الساحة الفنية أتاح لي فرصة التعلم، لأن كل مشهد هو فرصة لفهم تفاصيل المهنة من مختلف جوانبها.”*
من خلال مسيرتها، تُظهر أحلام السعداوي إصرارًا على تطوير نفسها باستمرار. تؤكد: *”رغم أنني ما زلت في بداية الطريق، إلا أنني أعمل بجد لتطوير أدائي والبحث عن أدوار تضيف لي شيئًا جديدًا كممثلة.”*
تعتبر أحلام التمثيل أكثر من مجرد مهنة، بل هو وسيلة للتعبير عن شغفها العميق بالحياة والفن. من طفلة تأثرت بمسلسل بسيط، إلى ممثلة شابة تعمل مع كبار المخرجين والممثلين، تُظهر أحلام أن الحلم لا يعرف المستحيل.
تطمح أحلام إلى توسيع آفاقها الفنية وتجربة أدوار جديدة ومتنوعة، وربما الانتقال يومًا ما إلى البطولة المطلقة. لكنها تؤمن أن النجاح في الفن يحتاج إلى صبر ومثابرة. تقول: *”أحلم بتقديم أعمال تُلامس قلوب الجمهور وتُترك بصمة في الذاكرة. أريد أن أكون جزءًا من تاريخ الدراما المغربية.”*
أحلام السعداوي ليست مجرد ممثلة صاعدة، بل هي قصة شغف وإصرار، تؤكد أن الأحلام الصغيرة يمكن أن تتحول إلى إنجازات كبيرة إذا ما قُدمت لها الفرصة المناسبة. اليوم، تسير أحلام بخطوات ثابتة نحو مستقبل مشرق، لتكون واحدة من أبرز الوجوه الشابة التي ترسم ملامح جديدة للفن المغربي.