التعليم قضية مجتمعة لا بُد من أن يتشارك فيها أفراد المجتمع كافة على حد سواء، ويتقاسمون الأدوار من مدرسة وأسرة ومجتمع ومؤسساته، وأن يتم إعطاء دور أكبر لأولياء الأمور وزيادة تقارب العلاقة مع معلمي أبنائهم يساهم في دعم العملية التعليمية من خلال المساندة والمتابعة المستمرة للتحصيل العلمي لأبنائهم، وكذلك دعم دور المدرسة في المجتمع المحلي والعملية التربوية في المؤسسات التعليمية متكاملة، فالمدرسة هي البيت الثاني للطلبة ويقضون وقتًا ليس بسيطًا فيها، فذلك لا بد من وجود علاقة مبنية على المشاركة بين المعلمين وأولياء الأمور في المجتمع ليضمن تأدية الرسالة التعليمية على أكمل وجه، ووجود علاقة تقارب بين المعلمين وأولياء الأمور ينصب في مصلحة الطلبة ويزيد التواصل بينهم وفي هذا الحديث أشاد الكاتب إسلام نمور بأهمية تقارب العلاقة بين المعلمين وأولياء الأمور ولا بد من وجودها كونهما طرفين أساسيين في نجاح العملية التعليمية.
العملية التربوية والعلاقة بين الأطراف
إن علاقة المعلم بأولياء أمور الطلاب ركيزة أساسية من ركائز العملية التربوية المتكاملة التي تصب في مصلحة الطالب، فيجب أن تكون العلاقة قائمة على التعاون والتكامل بين الطرفين، بحيث يكمل كل منهما دور الآخر، مع بذل الجهد المستطاع لرقي بمستوى الطالب وإزالة العوائق التي قد تعترض طريقه، وأن العلاقة لا بد من أن تكون تشاورية قائمة على بساطة الحوار وطاولة النقاش لأخذ ما لدى الآخر من رؤى ونظرات وملاحظات واقتراحات، فمن خلالها يستطيع الطرفان رسم سياسة موحدة ومتقنة للتعامل الأمثل مع الطالب داخل المدرسة وخارجها، فالعملية التربوية والتعليمية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطرافًا عدة أهمها المدرسة والأسرة والمجتمع، بحيث تتعاون جميعها في تأدية هذه الرسالة على خير وجه للوصول إلى النتائج المرجوة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات والعلاقات بين البيت والمدرسة وزيادة تقارب العلاقة بينهم، فمشاركة أولياء الأمور يعمل على تحسين الأداء الدراسي للأبناء، وزيادة دعم المجتمع للعملية التربوية التعليمية، وأن وجود علاقة جيدة بين ولي الأمر والمعلمين تمنح ولي الأمر الفرص لزيارة المدرسة والاطلاع على جهودها وأنظمتها وعلى مسيرة ابنه داخل المدرسة، فبناء الثقة بين المعلم وولي الأمر أمر مهم حتى يستطيع المعلم أن يعرف بيئة الطفل وكيفية التعامل معه، وأن تواصل المعلم مع ولي الأمر يساعد الوالدين على معرفة نقاط الضعف لدى أبنائهم ومعالجتها كما يجعلهم على دراية كاملة بشخصية ابنهم داخل الفصل.
أهمية وجود علاقة بين المعلم وولي الأمر
وجود علاقة تقارب بين طرفين أساسيين في العملية التعليمية يجني نتائج مثمرة ويعود نفعها على جميع أطراف العملية التعليمية وعلى رأسها مصلحة الطالب فيخفف العبء عن كاهل المعلم وولي الأمر في تربية الطالب، بحيث يشاطر الطرفين المسؤولية والتوجيه بدلًا من إلقاء كامل المسؤولية على عاتق أحدهما، وتنمية هذه العلاقة يكون من خلال أهمية تخطيط المدرسة وسعيها الدائم لتوطيد العلاقة وتفعيلها بحد ذاتها لتحقيق الأهداف المرجوة، بحيث تكون العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور تتميز بالفاعلية المستمرة مركزة على إظهار الجانب الإيجابي لأداء الأبناء فهذا يعطي انطباعًا جيدًا لدى الأهل عن سير العملية التعليمية في المدرسة.
والجدير بالذكر أن الكاتب إسلام نمور من الكتّاب الذين ساهموا في رقي العملية التعليمية في الأردن، حيث ولد عام 1988 في الرياض، وتخرج بدرجة البكالوريوس من الجامعة الإسراء الأردنية تخصص لغة إنجليزية عام 2011، حيث يقطن حَالِيًا في الأردن ويحمل الجنسية الأردنية ويعمل مدرس للغة الإنجليزية وكاتب في عدة مجالات أهمها التعليم ونشر مؤلفات عدة في هذا المجال.