احتفالية اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة بطنجة: تظاهرة تجسد روح التضامن والعطاء

بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، الذي يخلده العالم سنويًا في الثالث من ديسمبر، نظمت جمعية الأيادي الطيبة للأشخاص في وضعية إعاقة، برئاسة السيدة رشيدة الخمسي، احتفالية مميزة يوم السبت 14 ديسمبر 2024، بمركز محمد السادس للأشخاص في وضعية صعبة بمدينة طنجة.
تميزت الاحتفالية بحضور واسع تجاوز 300 مشارك، شمل شخصيات رسمية وجمعوية، من أبرزهم السيدة الباشا، وممثلين عن قسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة طنجة، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس المقاطعة ورؤساء الجمعيات الناشطة في مجال الإعاقة وممثلي المجتمع المدني، فضلاً عن أسر الأشخاص ذوي الإعاقة وجمهور واسع من المتضامنين.
تخللت الاحتفالية برنامج حافل بالفقرات الفنية والثقافية والاجتماعية التي لاقت استحسان الحضور، وشملت، فقرات غنائية مميزة: قدمها مجموعة من الشباب الموهوبين، خصصت للأطفال، حيث تفاعل الحاضرون بشكل كبير مع هذه الأجواء المليئة بالبهجة والفرح.
تم عرض فيلم قصير بعنوان “الأمومة والإعاقة”: الفيلم من إخراج المبدع المغربي عبد الله الحاق، تناول فيه قصة إنسانية مؤثرة تجسد معاناة وأمل الأشخاص في وضعية إعاقة. حضر العرض عدد من المخرجين والفنانين من المغرب وتونس وإسبانيا، ما أضفى بعدًا ثقافيًا دوليًا على الاحتفالية.
تضمن الحفل تكريمًا لعدد من رؤساء الجمعيات الناشطة في مجال الإعاقة تقديرًا لدورهم الفعال، حيث تم تسليمهم باقات ورود تعبيرًا عن الامتنان لمساهماتهم الإنسانية.
في إطار الاحتفالية، تم توزيع مساعدات عينية لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة شملت، كراسي متحركة تساعد على تسهيل تنقلهم، وعصي طبية متطورة خصصت للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية، وأحذية طبية خاصة لتخفيف معاناة بعض الحالات الصحية.
ألقيت خلال الاحتفالية كلمات مؤثرة من قبل اعضاء الجمعية وبعض الشخصيات الحاضرة، ركزت على:
1. أهمية ورش الحماية الاجتماعية في المغرب وقد تم التطرق إلى جهود الدولة في تحسين ظروف الأشخاص في وضعية إعاقة من خلال مبادرات مثل التصنيف الجديد للإعاقة وإطلاق بطاقة الشخص المعاق، التي توفر تسهيلات متعددة في مجالات الصحة والتعليم والخدمات العامة.
2. الدعوة إلى تعزيز التعاون بين جميع الأطراف وقد حثت الكلمات الجماعات الترابية والمؤسسات الحكومية والخاصة على الاندماج وتشجيع هذه الجهود عبر تقديم دعم ملموس ومستدام لهذه الفئة.
3. دور الجمعيات في تغيير حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتسليط الضوء على الخدمات التي تقدمها الجمعيات العاملة في المجال، ومن بينها جمعية “الأيادي الطيبة”، التي تواكب هذه الفئة على مستوى التطبيب والخدمات الاجتماعية، مؤكدةً أن هذا التنوع هو ما يجعل هذه الجهود فعالة ومؤثرة.
الحفل لم يكن مجرد احتفالية عابرة، بل كان بمثابة رسالة قوية للتضامن المجتمعي. عكست هذه التظاهرة مدى أهمية الوعي والتكاتف لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من تحقيق أحلامهم والمشاركة بفعالية في بناء مجتمع شامل.
تفاعل الحاضرون مع أجواء الاحتفالية، حيث أعرب عدد من أسر الأشخاص ذوي الإعاقة عن امتنانهم لهذه المبادرة التي أدخلت السرور إلى قلوب أبنائهم ورفعت من معنوياتهم، كما أشاد ممثلو الجمعيات المنظمة بجودة التنظيم وأهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز ثقافة الاحترام والاعتراف بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
اختتمت الاحتفالية بتقديم الشكر لجميع الجهات المساهمة، من مؤسسات حكومية وجمعيات المجتمع المدني، مؤكدين على ضرورة استمرارية هذه الجهود الجماعية لتحقيق أهداف أسمى في سبيل دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، ودمجهم بشكل كامل في مختلف مجالات الحياة.
تمثل هذه الاحتفالية نموذجًا مشرفًا يعكس التزام المجتمع المغربي بقيم التكافل والعدالة الاجتماعية، وتجسد الروح الوطنية الحقيقية التي تسعى إلى بناء مجتمع أكثر شمولية وإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى