ادمان الانترنت..من الأعراض الى العلاج

رشيد العزاوي

الإدمان على الانترنت صار ظاهرة مرضية تستحوذ على اهتمام الأطباء و مراكز الصحة الأسرية ..ادمان انتشر بين الكبار و الصغار و أصبح التخلص منه شبه مستحيل.

في حين تجمع كل الدراسات التي أجريت في أنحاء مختلفة من العالم أن أعداد المدمنين على الانترنت في تزايد كبير و مستمر..و أكدت إحصاءات صدرت مؤخرا عن جامعة بيتسبيرغ الأمريكية أن نسبة المصابين بهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية و صل الى 60 في المائة من اجمالي متصفحي الشبكة العنكبوتية.

ما هي الأعراض؟

القلق و التوتر سمتان يشعر بهما المريض في المرحلة الأولى من ابتعاده عن مختلف الشاشات ( التلفاز و الحاسوب و التابلت و و الأيباد و الهاتف الذكي أو المحمول…) ..لقد اعتاد على قضاء ساعات طويلة من النهار و الليل أمام الشاشة.

لهذا تبرز أعراض الإرهاق و التعب في مناطق الظهر و الصدر و العينين و يتدنى الأداء العام في الدراسة و العمل و يجد هؤلاء الأشخاص ضالتهم في غرف تبادل الأحاديث أو مايعرف بالدردشة.

و يفضل الشباب أيضا ممارسة الألعاب الالكترونية و دخول نوادي النقاش المختلفة بسرد تفصيلات حول مشكلات حياتية تواجههم لعدم قدرتهم على البوح بها في الواقع أمام أسرهم و أصدقائهم.

و مع أن المريض يقضي معظم وقته متصفحا للمواقع المختلفة التي تعتمد طبيعتها على هواياته و اهتماماته …الا أنه لايشعر بالوصول الى درجة الاشباع ..و تبقى حالة من الانبهار مصاحبة له كلما اكتشف جانبا جديدا من دهاليز الشبكة و أمام هذا الواقع يجد المريض في الانترنت الملاذ الوحيد للخروج من الملل و التغلب على الوحدة و الاكتئاب بعد أن هجر أصدقائه و ابتعد عن ممارسة هواياته الأخرى.

العلاج :

و اذا كانت الحالة قد وصلتنا الى هذا المستوى الخطير فيمكن بكل سهولة وصف الشخص بالمدمن ..و يتعين عليه البحث عن العلاج و العودة الى حياته الاعتيادية و النجاة بنفسه من براثن الإدمان الأتية من الانترنت.

و يجب على الشخص الباحث عن العلاج الاعتراف في داخله بالأضرار التي لحقت بصحته و بحياته جراء إساءة استخدام الانترنت..وبما أن هذا المرض يعد ظاهرة حديثة تضرب المجتمعات المتقدمة ..فان النصائح لاتخرج عن اطار طرق علاج الاضطرابات السلوكية الأخرى و ليس الإدمان الفعلي على المخدرات و العقاقير المهدئة

و تبدأ رحلة العلاج بإيجاد أنشطة بديلة تركزت في مجملها على وضع خطة للأنشطة الرياضية التي تمكن ممارستها خارج المنزل و بعيدا عن الانترنت.و بما أن العلاج لايتحقق بين عشية و ضحاها..لذا ينبغي على المريض تحديد أوقات استخدام الهاتف الذكي و تصفح الانترنت.

و يكون علاج الأطفال أسهل من علاج البالغين ..حيث تنصح الأسرة بمتابعة اهتمامات الطفل و مرافقته في جولات التصفح و مشاركته هواياته و عدم تخصيص حيز منعزل في البيت لاستعمال الانترنت سواء في الهاتف أو الحاسوب…

و في الوقت الذي يستطيع فيه الأهل تحديد وقت الاستخدام يمكنهم أيضا اصطحاب الطفل في جولات التسوق و زيارة الحدائق و مراكز الألعاب الى جانب الجلوس على مائدة الطعام و الابتعاد عن الوجبات السريعة و الحرص على متابعة بعض البرامج التلفزية الهادفة و المخصصة للأطفال.

و ينجح البالغون بعد فترة بتحديد أوقات التصفح ووضع خطة للأولويات  و المشاركة في الأنشطة الأسرية و الاجتماعية و الاندماج مع الأصدقاء من جديد و مناقشة المشكلة معهم بجدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى