استدراج القاصرات في المؤسسات التعليمية : صداقات سامة تهدد براءة الطفولة

وفـاء ابن الصراخ

في بيئة يفترض أن تكون آمنة و مخصصة للتعلم و البناء ، تتفشى ظاهرة خفية تهدد سلامة الطالبات القاصرات داخل المؤسسات التعليمية ، حيث يتم استدراجهن من قبل زميلاتهن أو “صديقات” المدرسة لإجبارهن أو خداعهن للدخول في علاقات عاطفية غير صحية ، غالبا ما تنتهي بالاستغلال النفسي أو الجنسي . فكيف تحدث هذه الجريمة داخل أسوار المدرسة ؟ و ما دور الإدارة و الأسرة في كشف هذه الشبكات الخطيرة ؟

كيف يحدث الاستدراج داخل المؤسسة ؟

1 – التقرب الانتهازي : تبدأ بعض الطالبات (غالبا ضحايا سابقات أو مدفوعة من طرف آخرين) بالتقرب من ضحايا جدد تحت غطاء الصداقة ، ثم عزل الضحية عن محيطها عبر إثارة الشكوك حول أسرتها أو أصدقائها الموثوقين .

2 – الإغراء أو الترهيب : استخدام وسائل الضغط النفسي مثل : “كل صديقاتك لديهن علاقات ، أنت فقط المختلفة” ، أو التهديد بنشر أسرارها إن لم تتعاون .

3 – التوريط الممنهج : إجبار الضحية على تبادل رسائل أو صور مع شباب مجهولين (غالبا يتم التواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمساعدة الصديقات المستدرجات) .

علامات تحذيرية على تعرض الطالبة للاستدراج :

تغيير مفاجيء في السلوك (العزلة ، الخوف من الذهاب إلى المدرسة) .

طلب أموال إضافية من الأهل دون سبب واضح .

تلقي مكالمات أو رسائل سرية في أوقات متأخرة .

ظهور هدايا أو ملابس جديدة غير معروفة المصدر .

لماذا المدرسة بيئة خصبة لهذه الجرائم ؟

1 – غياب الرقابة : عدم كفاية الإشراف في الفصول أو الفناء المدرسي ، مما يسمح بتبادل الرسائل أو التهديدات بعيدا عن أعين المشرفين .

2 – ثقافة الصمت : خوف الضحايا من الفضيحة أو الانتقام يجعلهن يخفين ما يتعرضن له .

3 – تواطؤ غير مباشر: بعض الإدارات تتعامل مع المشكلة ك “شجار بنات” عادي ، دون إدراك خطورتها القانونية و الأخلاقية .

مسؤوليات يجب تفعيلها :

1 – دور الإدارة التعليمية :

تنظيم ورشات توعوية بالتعاون مع مختصين في علم النفس و حقوق الطفل .

فرض رقابة صارمة على الأماكن المعزولة في المدرسة ك (الحمامات أو الساحات الخلفية) .

2 – دور الأسرة :

مراقبة الحسابات الاجتماعية لأبنائهم دون انتهاك خصوصياتهم .

بناء جسر من الثقة يسمح للإبنة بالإبلاغ عن أي ضغط تتعرض له .

3 – دور القانون :

تطبيق عقوبات رادعة على المتحرشين أو المستدرجين حتى لو كانوا قاصرين (وفقا لنصوص قانون حماية الطفل) .

قصص واقعية ( بأسماء مستعارة) :

سارة (14 سنة) : “صديقتي بالمدرسة أقنعتني بأن شابا يحبني ، و بعد شهر اكتشفت أن الصور التي أرسلتها له تم بيعها لشبكة ابتزاز” .

لمياء (مدرسة) : “اكتشفنا مجموعة طالبات يهدرن أوقات الفرص بتزويج زميلاتهن لشباب عبر إنستغرام” .

 

المدارس يجب أن تكون حصونا للتعلم ، لا أوكارا للاستغلال .. موجة هذه الظاهرة تحتاج إلى كسر حاجز الصمت ، و اعتبار كل حالة استدراج جريمة لا تغتفر.

رسالة إلى الأهل و المربين : “بناتكم يستهدفن ببرودة دم .. انتبهوا قبل أن تتحول المدرسة إلى كابوس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى