بقلم الأستاذ الحاج نورالدين بامون ستراسبورغ فرنسا
أيام قبل حلول الذكرى الأولى لتأسيس مركز الجمعية و إطفاء شمعته الأولى بعد سنة حافلة بالنشاط والبرامج المسطرة المكللة بالعطاء النجاح. وأعز داء الكرونة كوفيد19 الذي سل كل لقطاعات و اغلق المؤسسات وشل كل الأجهزة و ألغى كل النشاطات و البارمج المجدولة بأجندات الجمعية , بدارت جمعية الضفتين في إطار نشاطها الثقافي الشهري المسطر لأجندتها بإلقاء محاضرة من تنشيط الدكتور أحمد سرغيني تضمنت موضوع التطرف المتشبع والمتعدد المسميات والأوصاف منها.
التطرف, الراديكالي, الإرهاب , الأوصولية, دواعش, التعصب , الجهاديست
أستهلت الأمسية بكلمة ترحيبية لرئيس الجمعية الأستاذ الحاج شعيب شكري مرحبا بالأستاذ ومعرفا به. موضحا موضوع المحاضرة و إشكاليتها في الوقت الحالي الراهن و أسباب تطورها و تفشيها.
مقدمة :
إن التطرف في الرأي والفكر و الإتجاه والتصور نحو عديد القضايا منها على سبيل المثال لا الحصر: الإجتماعية والسياسية والدينية والثقافية، ظاهر قديمة منذ زمن بعيد. ولكنها أخدت أبعاد جديدة في المجتمعات الحديثة المعاصرة، وخاصة عندما إرتبط المصطلح وترسم في الأذهان وأصبح التطرف يساوي العنف والإرهاب.
وبهذا بات التطرف مشكلة عويصة في غاية الخطورة, تعقيد وتصعيدا . والتي باتت محل إهتمام العالم أجمع عموما والغربي خصوصا, تحتاج إلى الكثير من الدراسات نظرا لإختلاط المفاهيم فيما بينها، فإن تشابه المصطلحات وإرتباطها ببعضها البعض أعطى الفرصة لأعداء الدين بشن حملة من الإدعاءات أصبحت لصيقة بالعرب والمسلمين. وليس هذا فحسب بل الأسوأ من ذلك فلقد أصبح مجرد الإلتزام بالمظهر الديني أصبح سمة وعلامة من علامات التطرف الديني والإرهاب، ومن جهة أخرى فإن أي شكل من أشكال العنف أي كانت غايته وأهدافه بات نوع من أنواع العمل الإرهابي المحض .
ومن تم دخلت مجموعة من المفاهيم المعقدة إلى الخطاب السياسي والمجتمعي حول العنف المدفوع بالأيديولوجية ,إذ إن تحليل الأسباب الجذرية للتطرف دفع الحكومات إلى النظر فيما هو أبعد من ذلك للكيل بكيلين.
إذ يجري إستخدام مصطلحات مختلفة وبشكل متبادل من أجل تحديد وشرح التعبير المتشدد للأفكار والمفاهيم والأيديولوجيات والمعتقدات، لا سيما عندما نتحدث عن التشدد والتطرف العنيف. وقد جرى إستخدام بعض هذه المصطلحات لتعريف إيديولوجيات أخرى، مرتبطة بالإرهاب الجهادي، مما خلق خطر ربط الإسلام بمثل هذه المظاهر العنيفة.
يشكل موضوع التطرف في هذا السياق وما يرتبط به من أعمال عنف وإرهاب وترويع ومنه الإنتقال إلى الجريمة المنظمة في تصور بعض الناس، وما سيتبعه من خوف ورعب، وقتل وتدمير أصبح أهم سمات المجتمع بعصر العالم الحالي الذي نعيشه، ومن الصور التي شغلت الرأي العام مؤخرا ، وكثر الجدل حولها والنقاشات الحادة ألا منتهية من طرف المحللين والعلماء والمفكرين من أساتذة وإعلاميين وسياسين وعسكرين، حيث أصبح التطرف مصطلحا شائعا ومتداولا على ألسنة الناس و متناقل كل وقت عبر وسائل الإعلام عموما و التواصل الإجتماعي و الشبكة العنكوبتية خصوصا.
التطرف , الإسم الشائع و المتداول بين أوساط الجماهير و الشعوب بمختلف مستوياتها, بما بات يعرف في الأون الأخيرة إهتمام بليغ على جميع الأصعدة , إذ إنتشر بهذه الصورة المرسومة ذهنيا في مخيلة المجتمع المزغللة عيونه بوسائل الإعلام المشوهة للواقع و الناقلة للصورة من زاويتها المعكوسة كما يحلوا لها. وبالتلي ألهبت الكثير وأصبحت كالنار في الهشيم، أتت على الأخضر و اليابس لم تترك صغير ولا كبير إلا و وصلته و مسته وأطالته. وبدأ الناس يتداولنها من حيث رؤيتهم و مفهومهم، ويقولون بطريقة مسرفة في الإستهزاء إن صح الطرح.
ويتحدث معظم المهتمين عن ظاهرة التطرف والإرهاب وكأنها ظاهرة جديدة أبصرت النور في قتنا الحالي , بينما في الواقع إسم التطرف و مصطلحه يعود سنوات القرن الماضي تاريخا و أحداثا متسلسلة موثقة ومؤرخة.
وقبل هذا تاريخ التحدث عن التطرف المرعب كانت المجتمعات البشرية كافة تعيش في سلام ووئام، علاقاتها تقوم على حسن الجوار و إحترام سيادة الدول وحقوقها وسلامة أراضيها والحرص على الساكنة و التعايش السلمي بكل معانيه وصوره الإنسانية.
إلا أن للعلم و للأمانة أن ظاهرة التطرف عرفتها المجتمعات البشرية جمعاء قديما بإعتبارها أنها أحد أساليب العنف السياسي، لكن من يستعرض ما سرده المؤرخون حول تلك الظاهرة يؤكدون على أن بدايتها كانت من تلك الحقبات التاريخية و السلطات المهيمنة بقوة إمكانياتها المادية و اللوجسيتية من عتاد ومعدات .
كانت محاضرة قيمة من حيث محتواها العلمي الأكاديمي و لطرحها التسلسلي بمراحل نشأت التطرف و تغذيته و تذكيته عبر مراحل تطوره وصوله لدرجلة الغليان و الهلع و ما أحدثه من هلع بين العامة و سخط بين الساكنة و خوف من حدوث ما لا يحمد لعقباه لا سمح الله .
محاضرة بعناصر يصعب شحرها و سردها في عوجالة و نقلها برمتها من حيث رقي مستواها كونها أصلا لايمكن لها ان تعرض في أمسية لساعات بل تستحق و تتطلب دراسات مستفيضة و إستقصائية على مراحل و لأيام دراسية لشرح مفهوم التطرف و التفريق بينه و بين المفهوم الضيق و الخاطئ لذا العامة لإزالة هاحس الخطر المعشعش في عقول المجتمع و حذفه من ذاكرة الفرد الأحادية لتفادي إنتشارها إنتشار النار في الهشيم.
سعادة الدكتور أحمد سرغيني في ومضة وجيزة لحين محاورته للقراء و لمحبي القلم.
هو الدكتور سرغيني أحمد من مواليد العيون الشرقية، الأستاذ القدوة الرجل الوقور صاحب الإبتسامة أب الإنسانية من لا تسبقه للصلام و إلقاء التحية , اخ للصغير و قبل الكبير, دكتور في الدراسات الإستشراقية والمتوسطية، باحث في ميدان اللسانيات الإجتماعية والتاريخية والترجمة، عضو لجنة التحكيم لإمتحانات اللغة العربية بالمدرسة الوطنية، مستشار في قانون الشغل، وسيط قضائي، عضو مجمع العدالة الإصلاحية، مترجم محلف لدى المحاكم والإدارات العمومية، موجز في إدارة المشاريع المتعلقة بالإقتصاد التضامني والاجتماعي.