الزواج من الصغيرة نعمة ام نقمة؟

راويةالكاتبة اللبنانية:  راوية المصري

(يا آخد الصغار يا غالب التجار) مقولة ظالمة اطلقها اجدادنا عبر التاريخ بحق ابنتهم قبل إبنة الجيران، وما زالت شائعة ويعمل بها حتى اليوم ، ربما كانت لديهم رؤية او كان زمانهم يتطلب تزويج أبنائهم الذكور من فتيات صغيرات، بمعنى آخر أن الفتاة الصغيرة تستطيع ان تحمل لعدة سنوات وتنجب فريق كرة كامل. ومن وجهة نظرهم أن إنجاب الكثير من الأطفال يعزز مكانة الأب بين عشيرته وخاصة اذا كانوا ذكور.
في الماضي كانت التربية أسهل ولا تكلف تربية الطفل شيء يذكر، أي يتزوج الأبن ويسكن مع أهله وهم يتكفلوا بتربية الاطفال وما على الزوجة الا الولادة،
الجدة والعمة وكل افراد الأسرة يساهموا بالتربية وكانوا يعيشون في غرفة واحدة، وعند الصباح تسرح الأطفال في الشوارع بحثا عن تسلية ومشاغبة، وأغلبهم نصف عراة من الفقر والحرمان، وكانوا الأقلية يدخلون المدارس وخاصة في القرى، وما زالت هذه المشاهد في العديد من القرى المغلقة في المجتمعات العربية، لان التغيير الذي حصل من مفاهيم الحياة واصولها لم يصلهم بعد وما زالت اقاويل الأولين راسخة في عقولهم الباطنة والظاهرة .

من جهة أخرى اعجب الرجل بهذه المقولة، لأن زواجه من فتاة صغيرة يسهل قولبتا وجعلها كما يريد ، بعكس الامرأة الراشدة أو الذي تكون بنفس العمر، الصغيرة لا تخالفه الرأي ليس لأنها مطيعة بل لأنها لا تعرف أو لا تفهم ماذا يفعل، وتتقبل ما يقوله بكل سرور لأنها ما زالت غير ناضجة لان فارق العمر والخبرة تفوق خبرتها وبنفس الوقت تكون في عمر المراهقة التي لم تعيشها حتى لو فكريا، وتفكيرها يختلف عن تفكيره وتزوجته فقط لأنه يجب عليها ان تتزوج وترتدي ثوب الزفاف وتحصل على المهر وتدلل نفسها بأتعاب غيرها، قبل ان يطلق عليها مسمى عانس اذا تخطت عمر معين.
عندما يكون الرجل في الاربعين من عمره وتزوج فتاة في العشرين لا شعوريا تشعر تجاهه كأب ويجب عليها طاعته،
وعندما يحتاج الى التواصل الفكري يذهب للبحث عن حبيبته القديمة الذي لم يتزوجها لأن أهله عارضو هذا الزواج لأنه يجب عليه أن يتزوج فتاة طبقا للعادات، او للإحساس بالشباب وغض النظر عن الشيب الذي يأكل جمجمته!

بعد مرور الرجل بمراحل وتجارب كثيرة مع النساء يصبح بعمر ناضج فكريا وجسديا يبدأ البحث عن فتاة أحلامه ويرضي غروره أمام عامة الناس والأقارب والأصحاب بأنه تزوج من فتاة بعمر ابنته، ويقدم لها تعب السنين ويأخذ شبابها ومراهقتا الذي اصبحوا عنده من الذكريات، ظنا منه أنها ستعوضه عن تعب العمر ، واكثر حالات الطلاق في مجتمعاتنا هي الزواج من فتيات صغيرات فضلا عن الغيرة والشك والقتل بسبب دفاع الشرف .

بمقارنة بسيطة بين المرأة والرجل!

انقطاع الطمث تغيير طبيعي يحدث للنساء عندما يكون عمرهن بين 45 و55 سنة، هذا يعني أن للمرأة يمكن أن تنجب لهذا العمر.

الرجل يمكنه الإنجاب طيلة حياته ولكن من بعد عمر الخمس وأربعون عام تبدأ مرحلة إنقطاع الطمس أي (الدورة الشهرية )عنده ايضا، وتسبب له عوارض صحية كثيرة ومنها الكأبة والعصبية وضعف الإنجاب.

وغالبا يولدوا الاطفال مشوهين حتى لو تزوج بصغيرة، ومن هنا نفهم ان الذكر والأنثى في عمر معين غالبا لا يستطيعوا انجاب طفل معافى من الأمراض مثل التوحد وغيره! والرجل أيضا يملك ساعة بيولوجية حين يتقدم في العمر تصبح فرص الإنجاب ضعيفة.

(وفقا لدراسات ان النساء اللاتي انجبن اخر طفل لهن بعد سن 29 سنة يعيشون أكثر من 95 سنة وهذا يساهم في تباطؤ الشيخوخة .)
وعادة عندما يتم تزويج الصغيرة من رجل يكبرها بأكثر من عشرين عام تكون بينهما مصالح مشتركة، هو يقدم لها الرفاهية وهي تستعيد له شبابه وثقته بنفسه وتذكره بأيام المراهقة.
عزيزي الرجل نحن في الألفية الثالثة وهذا التفكير الرجعي بأن الصغيرة لحم خروف والكبيرة لحم بقر قمة التخلف.
انت رجل ناضج وتحتاج الى امرأة تمسح عنك وجع السنين إمرأة تجعلك رجل حقيقي ،امرأة ناضجة بكل معنى الكلمة!
اذا كنت بالعشرين او ثلاثين او أكثر تزوج من فتاة بعمرك واذا كانت أكبر منك سنا فلا بأس هي تستطيع ان تحتويك وتكون الأم والاخت والزوجة والحبيبة في آن واحد!
لان الشباب سيزول يوما وستصل الى عمر معين بحاجة الى امرأة وليست طفلة تجيب اخرتك!
أرحم نفسك وتزوج فتاتك الذي تنتظر كلمة واحدة منك ولا يعنيها الثروة التي جمعتها وستكون الى جانبك ولن تخيب امالك.
ولا تنسى شيء مهم جدا بأنه يوجد اليوم جميع أنواع التجميل وصار صعب أنك تميز بين بنت عشرين والأربعين الفرق الوحيد الي بسنك ممكن تطولك عمرك وتهنيك، والي أصغر منك رح تقصف عمرك على بكير وعليك الإختيار!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى