في سابقة فنية تحمل بين طياتها الإبداع والتراث، احتفلت مدينة سيدي علي بن حرازم بالدورة الخامسة من المهرجان الوطني للسماع الصوفي والموسيقى التراثية. تألقت هذه التظاهرة الفنية الفريدة بتقديم باقة من العروض المبهرة والندوات العلمية الراقية، لتحيي روح التراث الصوفي المغربي.
أقامت جمعية عين حمراء للتنمية والثقافة ندوة علمية ذات طابع خاص، تتناول جوانب متعددة للتصوف ودوره في المجتمع المغربي. امتدت هذه الندوة عبر ثلاثة محاور رئيسية، حيث استعرض المشاركون “التصوف الشادلي وخصوصياته”، وفتحوا نقاشاً حول “المرأة وحقوق الإنسان في الفكر الصوفي المغربي”، مع إلقاء الضوء على “دور التصوف في الحفاظ على التراث الروحي” من خلال خلوة سيدي علي بن حرازم كنموذج توثيقي.
حملت الندوة توقيع شخصيات متميزة، حيث ألقى الشريف رضوان ياسين، الناطق الرسمي باسم الطريقة الصوفية العلوية المغربية، كلمة تسليط الضوء على الأبعاد الروحية للتصوف. ومن جهة أخرى، أثرى الدكتور عبد العالي بنيعيش، باحث في الفكر الإسلامي والقضايا الاقتصادية، النقاش برؤاه الفكرية الثاقبة حول دور التصوف في المحافظة على التراث الروحي.
لم يكن النقاش مقتصرًا على الخبراء والعلماء فقط، بل شمل أيضًا صوت الشباب من خلال مشاركة الاستاذ حمزة الحساني، طالب باحث في سلك الدكتوراه، الذي قدم أفكاره ورؤاه حول حوار الأديان ودور التصوف في الحفاظ على التراث الروحي.
تميز المهرجان بفقرات فنية مميزة، حيث أحيا الفنانون والموسيقيون لحظات استثنائية بأداء فريد للسماع الصوفي والموسيقى التراثية. استمتع الحاضرون برحلة فنية تجسد تلاحم الفن مع التراث وتعبيراً عن الهوية الثقافية.
اختتم المهرجان بتكريم الفنانين المشاركين والشخصيات البارزة في الندوة، مؤكدًا على أهمية استمرار هذه التظاهرة في تعزيز التواصل الثقافي والفني، وتشجيع الجماهير على اكتساب المزيد من المعرفة حول تراثها الروحي الغني.