سامية المراشدة – الأردن
واضح أن كوشنر وترامب الأثنين تعمقوا في الدول التي ستشارك الاتفاقية صفقة القرن إقتصاديا أكثر من الجانب السياسي وان لديهم معرفة دقيقة بأحوال الدول من الداخل ، وأن تدهور معظم البلدان العربية سياسيا ومن ثم أمنيا ويتبعها اقتصاديا كان الدافع القوي باصدار الترتيبات خاصة بكيفية تقسيم الاموال على الدول المستهدفة ، وكما قال سابقا في تلك الأزمنة حذاري من أن يأكلنا الثور الأبيض ونحن نائمون أو في غيبات الجبت وفعلا الثور يأكلنا من سنين لحتى بقي منّا بعضا من اقلة القلائل من المتمسكين بالقضية الفلسطينية من حيث المبدأ و من ناحية الممتلكات الدينية والشرعية والأرض .
قد أضعنا وقتا طويلا من تاريخ العرب وبالذات تاريخ فلسطيين ونحن لم يتحرك اي ساكن لنا بالتحرير النهائي إلا وجود تلك المعاهدات التي جنت صبرا لتمرير الصفقة المزعومة والمخطط لها منذ سنين لحتى أن يضعف العرب وتنشغل عن القضية تماما ، وأما بالنسبة القوة الأقتصادية كانت هدف هامشي والتركيز على السياسة ما بين الأخذ والعطى ، وغرق الدول بالحروب والديون والفتن وتغيير الكراسي .
إن استغلال ضعف الإقتصاد في الدول العربية هي انتكاسة ايضا للخضوع والقبول ، وهذا من خلال تصريحات كوشنير الذي يهتم بكيفية إنعش الدول العربية إقتصاديا وكأنه يصف العرب بالجائعين أو بأن السكوت والقبول مقابل بضعا من المليارات كفيلة بان نقبل بتلك الصفقة بدون أي تفكير أو فرض العقوبات الاقتصادية الدولية اذا تم الرفض ، بل أيضا اسلوب طرح مبادرتهم بأنعاش الوضع الأقتصادي برسم مشاريع كبرى وكأنها خيالية حسب منظورهم ومن خلالها ستختفي البطالة وهذا ما يحتاجة شباب الوطن العربي وهذا ما يدفع الشباب حسب معتقداتهم الى القبول ومما يؤدي الى عدم اقامة المسيرات والرفض الصفقة ، وايضا المشاريع الاقتصادية التي ترسم على ورق وربما ستكون فقط على الورق ، هذا كله اسباب لتهدئة الشارع العربي .
كل هذا ومن باب التوعية المتجددة وعدم الخضوع الى ترويج وتطميع الشعوب بان غدا افضل لمستقبلهم بعيدا عن تحرير فلسطين وبقاء القدس العاصمة الكبرى والوحيدة لفلسطين ، وأن صفقة القرن هي مرحلة تمر والحديث عنها سيتوقف في صمود الشعب ، أما بالنسبة لتلك الدول التي تزقف طويلا لكل كلمة سيقولها كوشنير الذي يصلح له لقب تاجر الوهم ، لم يعلم أن تحمّل الوطن العربي من الحروب ما يكفي ولن يتغير شيء كان يعتقد أنه كان الأفضل ، رأينا بوش الاب والابن والعراق ، اوباما ايضا وكلنتون ،كلهم كانوا على يقين أن قراراتهم تسير نحو الأمن والسلام ومكافحة الارهاب وتحسين الاقتصاد…الخ ، وكانت اسرائيل الطفل المدلل لهم وما زالت لكن جميع الرؤساء ذهبوا وأتى وسيأتي رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية وسيبقى المعتقد أنهم دائما الأفضل ، لكن بعد كل هذا لم يعلم الجميع أن القدس ما زالت ثابته بأنتفاضتها وان للشعب الفلسطيني حديث آخر وكيف يحافظ على وطنهم اكثر من تجار الخيال الواسع ، ماذا على علينا ؟ وجود بعض الخيارات لدينا بأن نكف عن تدهور بلادنا اقتصاديا من خلال الفساد المالي المتأزم ، وأيضا الصحوة والأخذ بالاعتبار ان امن الاقتصادي هو جزء من تمسك روح الوطنية وتقويتها ، وكمثل الاردن نعاني كثيرا لكن نحن شعب أصيل يرفض التخلي عن جزء من قلبة الذي تسكنه دولة فلسطين .