الكاتبة : غدير السواريس
الحديقه مليئة بنسائم الربيع ، ارضاً محصوره مابين
التراب ، الأشجار، الماء ، السماء الزرقاء ، والعصافير
لم أكن أعلم أن هناك علاقة بين الإنسان والأشجار
إلا عندما رأيت امي وهي تلامس أغصان الياسمين
وتشتم رائحتها ، اظن انها عادت للوراء بتلك الذاكرة
لا أعلم ما نوعها لكنِ مُيقنة ان لكل منا له ذاكرة
مختلفة عن الاخر تماماً .
تستنشق الرائحة وكأن لأول مره يجوز لها أن تأخذ
نفساً طويلاً .
الزهور تأخذ الكثير من الوقت ، الجهد ، الاهتمام
هي تشبه ولادة الروح ، قال لي أحدهم : أن كل شيء
ينمو لهُ روحاً يُريد الاحتواء ؛ شعورياً يستطيع الإنسان
مقاومة الخراب الداخلي ” النفسي ” لكن الأزهار والأشجار حين تقع جفوة الإنسان عليها تصبح خريفاً
بمنتصف الربيع ، تسقط أوراقها دفعه واحده دون مقاومة تبقى الاغصان وحيدة ، جافة ، هشه ، لا تصلح
بعدها إلا لغذاء النار ، حتى تصبح رماداً ؛ آخر ما تستمع لهُ هو الجاني الموقد للنار تستمع إلى مناداته ، أسراره
، تفاصيله ، وتوقعاته ، التي لا يستطيع أن يتحدث بها
للعلن .
الجذور والازهار لن تنمو بقوتك هي تنمو للطفك
تعتني بجذورها بأملك وجوارحك ليس بيديك فقط
لتعطيك ما تأملت به وكل ما تتمنى .
سعيك بها يجعلها تتحول من صحراء صفراء شاهبه
إلى حديقة خضراء كأنها جنة على تلك الأرض ، الطيور
رغم تحررها لكنها أسيرة لموطن الاغصان والأشجار
نفتح باب للتراب ونحنُ نعده أن نغرس أجمل ما يمكننا
إخراجه ليتحول إلى مملكه حاضنه لكل شيء جميلاً ليظهر جمال الارض .
نخلق لكل شيء أمل ، ولكل خطأ عذراً ، لكل داء دواء
لكل رحيل ونيس ؛ الأشياء التي نتحكم بها وتظهر
لنا جمال العطاء تملكنا ؛ بعدها نرفض أن نكون الند بند
اجعل حياتك لها نصيب من تلك الحديقه ؛
وبهجة روحك من النسائم الأولَ للربيع ، وعهودك
كما هي اليد التي تضرب الفأس على التراب ، لكن لا تقترب كثيراً من الياسمين لأنها تقيم بمملكة الذاكرة ،
لتبقى بسلام .
==============================
زوروا «موقع رائدات»
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زورونا «إنستغرام رائدات»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك رائدات»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «يوتوب» «قناة رائدات»