حاورته: أحلام الضاوي
عندما يصبح الفن أكثر من مجرد ترفيه وكماليات بل حاجة ملحة، ندفع أثمان باهضة لنشبعها :ننقل هذا الحوار مع الشاب مروان السوسي كنموذج للشباب المبتدئين والطموحين في عالم التجارة، حيث يجمع بين الفن والتجارة ويواجه في خطواته الأولى صعوبة الحفاظ على المعايير الفنية في عالم الرأسمالية الجشع، وهذا خصوصا كي نسلط الضوء على ظاهرة التجارة بالفن الذي بعد أن كان غاية أضحى مجرد وسيلة للربح، وهذا أيضا دليل على ترفع قيمة الفن في مجتمعاتنا وأهمية وجوده في عالمنا حتى ولو اقتضى الأمر دفع مبالغ طائلة للإحساس به وتذوق رقيه وجماله. فإليكم تفاصيل الحوار.
1 دائما ما يقال أن البداية هي الأصعب وأن هناك يكمن سر النجاح في كل الطريق، في الخطوة الأولى، كيف جاءتك الفكرة بدمج الفن وهنا أقصد اختيار أرقى التصاميم وأبهى أنواع الديكور، مع المنازل التي تعرضها للبيع، كان يمكن اختيار منازل عادية وفخمة دون الالتجاء للديكور الأصيل وكان ليكون الأمر سهلا. ”
- بداية، لا أتفق اطلاقا مع مقولة أن البداية صعبة وأن الامكانيات غير متوفرة ذلك مجرد عذر يواسي به الكسالا أنفسهم،من يتسلح بالعزيمة والطموح والإرادة القوية يستطيع أن يبدأ ولو من الصفر يحتاج فقط للعمل بجهد، هكذا كانت بدايتي بالإضافة إلى أن الأمر كان مألوفا عندي لكون والدي خدموا مجال العقار لسنوات في مدينة طنجة، وهذا سهل علي الأمر لأني ترعرعت في بيئة البناء والإنشاء، أما بخصوص الديكور فكان هو القيمة المضافة، معلوم أن في مجال الأعمال لزم جذب الناس بأشياء جديدة ومختلفة عن نظيراتها في السوق، لذلك فكرت في دمج تصاميم أصيلة وإبداعات معمارية مبهرة مع منازل حديثة يخلق لنا تنوع جمالي وحضاري في نفس الوقت يذكرنا بهويتنا العريقة وأصالتنا في عالم العولمة والحداثة، وهكذا كانت الفكرة، صحيح أن الأمر مكلف كي تهتم بالتصاميم الفاخرة لكنه كان مريحا لي أيضا استهداف الطبقة الغنية منذ البداية وهكذا كان طموحي.
2 عالم التجارة والأعمال، عالم أناني جدا يجعلك تقيم الناس بما في جيوبهم فقط، عالم تحكمه المظاهر والمصالح ولا شيئ بلا مقابل، كيف تعاملت مع هذا الانصدام الذي حل بمبادئك وأخلاقك كشاب لازال يمشي خطواته الأولى في هذا العالم.؟ ”
- أتفق كليا، يجب علينا نحن من يدخل لهذا العالم، التضحية بالكثير للنجاح في هذا المجال، فعندما ترى أن الجميع يلعب لعبته وفق قواعد محددة، يجب عليك أيضا كوافد جديد الالتزام بها كي تحافظ على وجودك وإلا ستخسر، تصبح مثلهم وإلا ستكون أنت الضحية، لكن مع الوقت يمكن التغلب على هذا، ألاحظ أني أكثر نضجا الآن لأحافظ على انسانيتي قبل كل شيئ.
3 أثناء تعاملك مع الزبناء وأثناء المفاوضات، كيف تكون أولوياتك حينها، هل يهمك ترك انطباع جميل من خلال الفن والذوق الذي تبثه في منازلهم أو كل تفكيرك يكون منصبا حينها نحو الربح والمال. ”
- حقيقتي هي أني رجل أعمال طبعا أسعى للربح والنجاح كغيري من رجال أعمال هذا المجال، لكن طبعا كي تكون ناجحا لزم الاعتناء بمصلحة الزبون وجعله راضيا وسعيدا بمنتوجك، فبالآخر تظل تلك صورتك في السوق وإلا ستخسر سمعتك وبالتالي لا يوجد ربح، لذا الإنطباع الجيد قبل كل شيئ لدواعي إنسانية قبل ربحية،ثم نعم يعمني ترك أثر طيب وإحساس جميل لذى الناس هذا يشعرني أني بخير أكثر.
4 معلوم أن عالم التجارة عالم كله فخاخ، يمكن أن تخسر كل شيئ في لحظات، لا شيئ يمكن ضمانه ولا التأكد من دوامه، ألا يخيفك هذا الشعور، ألا يجعلك تتردد أحيانا؟”
- نعم، هذا صحيح جدا، لكن النجاح يتطلب أن تغامر وتخاطر بالأول وأن تكون شجاعا بما فيه الكفاية، لا شيئ سهل، يجب أن نعاني ونخاف ونسقط كي ننهض مجددا بكل قوة، لأني أؤمن بهذا توكلت على الله وكانت الخطوة.
5 كيف هي علاقتك مع الفن والأدب، هل تستنجد بهما أثناء خلوتك مع نفسك؟. “”
- أكيد، فبحكم مجالي، يجب علي أن أظل مواكبا للتجديدات ومتابعا لكل التقنيات الجمالية كي أحرص على الجودة المطلوبة، وغير هذا يظل الفن حاجة فطرية لنا كلنا كي نستكين ونستلهم، وهنا بالغالب ألتجئ للموسيقى والسينما والقراءة.