الكاتبة والأديبة اللبنانية – راوية المصري
عندما نجح اوباما تأخر بوش في المغادرة بحجة لملمة الاوراق، وكان من المفترض أن يخلي عرشه الساعة الثانية بتوقيت واشنطن من ظهر يوم الثلاثاء 20 يناير 2009، لأن رئيس جديد للولايات المتحدة سيتربع على العرش ويحكم العالم!
اقترب كبير موظفين البيت الأبيض من الرئيس المنتهية ولايته وقال له حضرة المواطن جورج بوش! مرت خمسة دقائق على نهاية ولايتك فانت الان مواطن عادي ولا يسمح لك بالتواجد هنا بعد الان! ارجوك لا تجبرني على استدعاء الأمن لإخراجك بالقوة، هذا غير مقبول مر على اميركا خمس دقائق دون رئيس !!!
قال بوش احتاج بعض الوقت كي أجمع أشيائي الا تعلم أن رؤساء العالم الثالث يحتاجون الى عشرات السنين لجمع اوراقهم؟ ويتربعون على قلوب شعوبهم في الدم والحديد! في العالم الثالث الشعوب في خدمة الرئيس سمعا وطاعة لأوامره، إنما في بلادنا الرئيس موظف وقد إنتهت الوكالة الذي منحني إياها الشعب وأنا أعلم هذا ولكن أنا احتاج دقائق فقط! حسنا إذ كان لديك أسباب قوية سوف التمس لك عذرا كي تجلس في المقهى.
يقول بوش المعذرة سوف أجري مكالمة هاتفية ! عذرا استعمالك الهاتف يحتاج الى موافقة الكونغرس فهذا أموال الشعب وانت ليس لديك صفة رسمية تحولك استغلال مال الشعب .
التاريخ كاد ان يعيد نفسه عندما رفض ترامب نتائج الإنتخابات مسبقا وحسب ما غرد على مواقع التواصل الاجتماعي أنه يستنكر النتائج ويتهم هيئة الإنتخابات بالتزوير وأنه لا ينوي مغادرة البيت الأبيض ولكن في نهاية ولايته سيأتي كبار الموظفين ويرميه خارجا ان تمرد ! ومن المؤكد لا يتجرأ على قول( اذا مش عاجبكم هاجروا) لان في الدول الغربية يوجد شعب حي والحكم للشعب والمؤسسات وليس للأفراد والحاشية .
هذا السبب الرئيسي للتخلف والحرمان والفقر التي ينهش اكتاف الشعوب في بلداننا ، هم يعتبرون ان الرئيس والوزير والنائب والمسؤولين موظفين في خدمة الشعب! اما نحن لدينا رؤية أخرى المسؤول خليفة الله على الأرض وطاعته من رضى الرحمن.
في الغرب لديهم خطط مؤية وأن حصل تغيير في الأفراد لا يغير في عمل المؤسسات وأن حصل يكون جزئيا للأفضل في المختصر لا يعتمدون على أشخاص كما يفعلون في عالمنا الثالث تتوفق البلاد وتتشرد العباد وتسيل الدماء من اجل شخص وربما يكون ولائه ليس للوطن…
في عالمنا التعيس ممن يسمى بالعالم الثالث لا مؤسسات ولا حتى خطط أسبوعية ! يأتي الرئيس المنتخب مع حاشيته ويرمي في النفايات كل ما خطط له سلفه، مع العلم أن الكثير من المشاريع تكون وهمية ولا وجود لها على أرض الواقع مثال على الفساد المستفحل القطارات وسكك الحديد والموظفين وغيرهم !!!
تسلط أفراد وحاشيتهم لنهب ثروات الشعوب والمضحك المبكي أن عالمنا يتأثر بأي حدث في الغرب ويعلق آماله لربما هذا الرئيس يكون أفضل من الذي سبقه وهذا دليل كافي على أن الشعب لا يميز بين الحكم المؤسساتي وحكم الأفراد عايش على الهامش ومفتكر الدنيا هيك !!!
إذا صحت تغريدة جو بايدن بأول تصريح يقول سوف أستعين بصقور الجمهوريين الذين يتعاطون في قضايا الشرق الأوسط وعلى السياسيين اللبنانيين الفاسدين الذي اهدروا المال العام محاكمتهم، اتى رئيس جديد ليكمل مسيرة الذي قبله!!
كم نحن بسطاء لا نجيد إلا التهليل ونعلق آمالنا على ترامب وجو وميسي الذي مات دفاعا عنه الكثير وهو لا يعرف اين يقع معظم الدول العربية!
ليتنا نهتم بواقعنا المذري بدل الاهتمام ومراقبة دول معظمهم لا يعلمون عن موقعنا الجغرافي شيء