ربيع القاطي يفشل في أول تجربة تلفزية.. “بطولة الجماهير” خارج سياق الرياضة والإعلام

محمد سعيد الأندلسي

أثار ظهور الممثل المغربي ربيع القاطي في برنامج “بطولة الجماهير” موجة من الانتقادات اللاذعة، بعد أن خيّب ظنّ المتابعين في أول تجربة له كمقدم تلفزيوني على القناة الأولى. فبعيداً عن التوقعات، بدا القاطي غريباً تماماً عن الأجواء الرياضية، لا من حيث الأسلوب، ولا من حيث الحضور ولا حتى من حيث اللغة.

 

البرنامج الذي يفترض أن يكون ترفيهياً وتفاعلياً، يعتمد على نبض الجماهير وعفوية التقديم، تحوّل إلى عرض ثقيل خالٍ من الروح، بسبب أسلوب القاطي الذي غلبت عليه لغة مسرحية جافة لا تمت بصلة لعالم الرياضة. لغة عربية فصيحة، أداء درامي متكلّف، وغياب تام للتواصل الطبيعي مع الجمهور، كلها عوامل جعلت من الحلقة الأولى مادة للسخرية بدل أن تكون مصدر تفاعل.

 

رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم يخفوا خيبة أملهم، واعتبروا أن اختيار فنان مسرحي لتقديم برنامج رياضي كان خطأ فادحاً، خاصة في ظل توفر عدد كبير من الإعلاميين المتمرسين القادرين على قيادة برامج بهذه الحساسية والانتشار. وكتب أحد المعلقين: “هل هذا هو الإعلام الذي يشرف البلد مع اقتراب تنظيم كأس إفريقيا؟ أم هو مجرد استهزاء بعقول المغاربة؟”

 

الإطلالة “الغريبة” التي ظهر بها القاطي زادت من الجدل، حيث وصفها متابعون بأنها “غير محتشمة” و”لا علاقة لها بروح الملاعب والجماهير”، بل اعتبروها دليلاً إضافياً على أن الفنان لا يفهم طبيعة البرنامج ولا جمهوره المستهدف.

 

ومع تصاعد موجة الغضب، تساءل كثيرون: كيف سننافس قنوات مثل بين سبورت، أو قنوات رياضية سعودية، إذا كنا نقدم برامج رياضية بأسلوب درامي وكأننا داخل قاعة مسرح؟ مؤكدين أن السبب الرئيسي وراء عزوف المغاربة عن مشاهدة البرامج الرياضية على القنوات الوطنية، هو ضعف المحتوى واختيارات غير موفقة في التقديم.

 

باختصار، ربيع القاطي لم ينجح نهائياً في تجربته الجديدة. و”بطولة الجماهير”، بدل أن تكون مساحة للتفاعل الرياضي الحقيقي، تحولت إلى نموذج لما يجب تجنبه مستقبلاً. الكرة الآن في ملعب القناة الأولى: هل تصحح المسار؟ أم تستمر في تقديم عروض بعيدة كل البعد عن الاحتراف الإعلامي؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى