قصة حياة
زينب الساخي
اليوم قررت ان احكي لكم قصتي، من قبل كنت احاول ان اكتب، ولكني كنت غير قادرة ان امسك القلم وأعبر عن ما بداخلي، اما اليوم ساحكي عن قصتي لانها تستحق ان تحكى، عندما كنت طفلة كان لدي احلاما كثيرا وكنت لا اعرف معنى ان تكون معاقا، لقد ولدت بإعاقة حركية وكنت ارى اطفالا يلعبون ويعيشون طفولتهم الطبيعية كنت احس انني غريبة عن الطفولة، وكانت نظراتهم القاسية تؤلمني وتجرحني في قلبي حتى النزيف، لاني كنت اتمنى ان اكون بشكل طبيعي وكنت اتمنى ان اركض والعب مثلهم لكنني كنت لا استطيع وكنت اسال نفسي لماذا انا هكذا، لانه عندما تكون طفل تقول اي شيء ولا تعرف انه قضاء الله وقدره وانه ابتلاء من عنده، لم اكن استوعب هذه الاشياء لاني كنت صغيرة.
كنت العب بالاشياء التي اقدر عليها وانا جالسة.
عندما وصلت للسن الدراسي لم يسمحولي ان ادرس حاولت امي كثيرا ان تسجلني في المدرسة ولكنهم كانوا يرفضون بسبب اعاقتي، تاتي امي المسكينة العزيزة على قلبي وتدخل لغرفتي وتخبرني انها في العام المقبل ستسجلني من جديد، احزن وابكي طول النهار وكانت امي لا تحب ان ترى دموعي وكنت لا احب ان اراها حزينة رغم صغر سني.
حملت المي وحزني في قلبي وانا ارى صديقاتي يذهبن الى المدرسة وانا جالسة في الشرفة انظر اليهم من بعيد، احزن كل ما حل الموسم الدراسي، صديقاتي ينجحون ويتفوقون، وانا ابكي بحرقه وحدي، اتمنى ان اعيش مثلهن، لكنهم حرموني من حق اراه حلم هو من حقي ومن حق اي طفل في هذا الوجود وهو الدراسة والتعليم بسب اعاقتي التي ستلازمني طوال حياتي.
كبرت وعرفت ان هذا ابتلاء من الله وهذا مجرد امتحان ونحن في دار فناء وليس في دار خلود.. رضيت بما قسمه الله لي وله الشكر والمنة، تبدلت افكاري وصرت انسانة تحب العزلة، صرت معقدة لدرجه كنت لا احب ان ارى شخص مثل اعاقتي وكنت احاول ان ابعد عن اي شيء لدرجه صرت افكر كثيرا وصرت اعيش مع مخيلتي اكثر من الواقع، مرضت باكتئاب حاد واصيبت عائلتي بالحزن، رغم اني حاولت ان اخبئ حزني ودمعتي منذ طفولتي،
مرت ايام وايام وبدات اخضع للعلاج شيئا فشيئا من هذا المرض، وحاولت ان ابدا حياتي من جديد بداية الامل وتحقيق الاحلام.
تقبلت حياتي الجديدة والمشرقة المنبعثة بالامل واطلقت العنان لروحي لكي تحلق بين الحلم والحياة المشرقة وان افكر في المستقبل القادم وان لا ابقى حبيسة بين ضروفي ومحيطي واعاقتي وجدران بيتي.
اليوم اكتب لكم قصتي وانا ابتسم لانني تغيرت كثيرا. اصبح لدي أفكارا جميلة وطموح واسع وأحاول ان اصبح مذيعة ومقدمة برامج حلمي الذي كنت احبه، وكتابة كي اعبر عن اشيائي واكتب للعالم ان الانسان يؤخذ بالعقل وليس بالمظهر.
مواهبي كثيرة والحمد لله الشعر، الطبخ، التقديم، الكتابة، فوضت امري لربي لانه يعلم بسريرتي، واقول لكل شخص يقرا قصتي ان ياخذ منها التفاؤل والتشبث بالحياة فانا كنت صبورة رغم صغر سني وطفولتي عايشتها وتغلبت على كل المحبطات رغم كلام الناس رغم دموعي واحزاني الا ان ابتسامتي لا تفارق جفوني.
لم احزن امي يوما لانني احبها، هي الدنيا، هي كل شيء، هي سندي وقوتي في هذه الحياة، هي معلمتي علمتني اشيئا كثيرة، وجعلت مني امرأة صلبة وقوية.
هذه قصتي حاولت ان اوجزها لكم باختصار
كانت معكم زينب الساخي.. والسلام خير ختام.