![](https://raidat.net/wp-content/uploads/2024/02/سياسة-القطيع-والبروباجندا-كيف-تسعى-الجزائر-إلى-تشويه-صورة-المغرب-وقمع-حرية-التعبير.jpg)
بقلم رشيد بن احسين
تواصل الصحافة الجزائرية في حملتها الهجومية ضد المغرب، حيث تجد في كل إنجاز أو فشل فرصة للانتقاد، ويُرجع هذا الأمر جزئيًا إلى سياسة القطيع التي تنتهجها السلطات في الجزائر، حيث يتم توجيه الانتقادات نحو المغرب كجزء من استراتيجية التوجيه السياسي. يتمثل هذا الهجوم بوضوح عبر جميع وسائل الإعلام الجزائرية، حيث يصبح المغرب هدفًا مستمرًا للانتقادات الحادة، التي تتنوع بين القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية، بالإضافة إلى المجال الرياضي.
ومع ذلك، يتجاهل النظام الجزائري وسائل الإعلام الحرة ويقيد حرية التعبير، حيث يتعرض أي صحفي أو محلل للضغط والتهديد إذا لم ينضم إلى صفوف نقادالمغرب، وهذا ما يعكس سياسة القطيع التي تمارسها الحكومة للسيطرة على الرأي العام.
لا يقتصر الهجوم الإعلامي على الوسائل التقليدية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستغل النشطاء هذه الفرصة لتصعيد الانتقادات والهجمات على المغرب، وعادةً ما يتم ذلك على حساب العلاقات الشعبية بين البلدين.
تبرز أحيانًا حالات الاستفزاز خاصةً عندما يتعرض المغرب لأي فشل، سواء في المجال الرياضي أو غيره، حيث يُصوَّر هذا الفشل على أنه نقمة على المغرب، وتتم تضخيمه بشكل مبالغ فيه لأغراض الدعاية والسياسية.
وكمثال على ذلك، خروج الجزائريين للاحتفال بخروج المغرب من كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، ويُعتبر هذا التصرف تجسيدًا للبروباجندا التي تنشرها الدولة الجزائرية لتعزيز الانتماء الوطني وتحفيز العداء تجاه الدولة المغربية، وذلك على حساب التنمية الشاملة والتعاون الإقليمي.
يجب على الصحافة الجزائرية أن تتخلى عن سياسة القطيع والبروباجندا، وأن تسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس الواقع بشكل دقيق وشفاف،
في الختام، يجدر بنا جميعًا أن نتذكر أن الهجوم المستمر على المغرب ليس سوى تجسيد للخطاب السلبي الذي يعكس انعكاسًا للضعف والخوف. فعلى الرغم من التقدم الواضح الذي حققه المغرب في مختلف المجالات، إلا أن الصحافة الجزائرية تستمر في تضليل الرأي العام وتحريف الحقائق.
إن استخدام الإعلام كوسيلة لتشويه صورة الآخر هو مؤشر على ضعف الحجج والرؤية السياسية الضيقة، وهو يعكس فشل النخبة السياسية في الاعتراف بالتقدم الحقيقي الذي يحققه الآخرون. إذا كانت الجزائر تطمح لأن تكون قوة إقليمية رائدة، فعليها أن تتبنى رؤية أكثر إيجابية وموضوعية، وأن تتعامل مع الواقع بشكل شامل ومتوازن.
لذلك، يجب على الصحافة الجزائرية أن تعيد النظر في دورها ومسؤوليتها تجاه الجمهور، وأن تسعى لتقديم تقارير وتحليلات موضوعية تعكس الحقائق بدقة وشفافية. فالمصداقية والموضوعية هما الأساس في بناء علاقة ثقة بين الصحافة والمجتمع، وهو ما يساهم في تعزيز الديمقراطية وتعزيز التنمية الشاملة في البلدان النامية.