شعراء العامية اليوم هل استطاعوا تاسيس مدرسة شعرية تناى بهم عن المدارس السابقة كمدرسة الابنودى
على الرغم من أسر العامية في أغلب الأحيان في الايقاع الغنائي المكثف والقافية أو المبالغة في اللهجات، إرضاء للجمهور بقوالب أنهكت العامية.
لكن في الشعر مدارس كثيرة وفضاءات متعددة، وظلت المدارس الحديثة في الفصحى والعامية على مسار واحد منذ القرن الماضي ستجد الكلاسيكية والتفعيلة والنثر، وتوقف الأمر طويلا دون حسم في الفصحى والعامية، بالنسبة للمدارس..
و هناك ظواهر شعرية كبيرة في العامية والفصحى والأمر يحتاج إلى اجتهاد الباحث الناقد وأنا شخصيا كنت محظوظ بأن عدد كبير من النقاد والباحثين تناولوا دواويني منهم : د.شاكر عبد الحميد- د. هيثم الحاج علي -د.محمود العشيري – أ. مجدي الجابري – أ. فريد أبو سعده- ا.فاطمة المعدول -أ. مسعود شومان –د. عرفه عبد المعز –الفنان: أحمد الجنايني – أ. خالد الصاوي – د.أحمد الصغير والناقد عمر شهريار- أ.فوزية شويش السالم (الكويت).
وأتوقف بالمناسبة عند جيل ظل يقلد بعض الشعراء الكبار وعاش في جلبابه وأنا لست مع التقليد، وأستغرب من فوز العديد من هذه النماذج بجوائز والاحتفاء بها، على كل حال ولذلك كتبت في قصيدة المتوحش اللي جوايا وفيها امتناني لهذا المتوحش.
هنالك اتهام بان الشعر العامى يخاطب جمهور محدود عكس الشعر الفصيح
أولا: العاميات العربية بنات اللغة العربية وليست في مواقع ندية.
ثانيا: الأزمة في الشعر كله لأن جمهوره اليوم محدود هذه هي الحقيقة، فالناشر لا يفضل نشر الشعر والكثير من الناس تضيق بالشعر، لكن وعيي يقول لي أن الشعر بلا شك هو جوهر الإبداع عامة.
ثالثا: الابداع الشعري لا يسمح لنا أن نصنف شعر عامي أو فصيح ،لأن الابداع شروطه يحملها داخله ،لتبقى سر جمالي عظيم في جلالته.
رابعا: لا ننكر مثلا أن العامية القاهرية مثلا أثرت كثيرا في متحدثي العربية لفرط رقيها ويسرها ونفذت من خلال الأعمال الدرامية وبسبب أن عدد متحدثيها ومحبيها يفوق عدد سكان بلدان كثيرة ،مما أتاح لها تواجد راسخ مؤثر.
لماذا لم يجد الشعر العامى حظه من التلحين
انتاج الشعر العامي في التلحين أكبر بلاشك من الفصحى حتى لو رصدنا أغنيات السيدة فيروز أو السيدة أم كلثوم سنجد العامية أكثر.
وعامة الأمر رهن ثقافة الملحن وفكره ورؤيته، فهو المحرك والمبدع والأساس في ذلك.
ماهى اجتراحاته فى انطاق المسكوت عنه فى المجتمع خاصة انه شعر يقترف موضوعه من المجتمع
رغم أن تركيبة السؤال صعبة، لكني أستشهد بمقال كتبه الشاعر الكبير فريد أبو سعدة ، ويوضح الأمر بدقة ، نشر المقال في مجلة مصر المحروسة القاهرة 11 يونيو 2012 م ، عن ديواني سلموا عليا وكأني بعيد قال في بدايته ” هناك مواضيع شعرية بذاتها، أو تواضع الشعراء من جهة ، والقراء من جهة اخرى على كونها أصبحت كذلك !! هى فى الغالب مواضيع تتوازى أو تتقاطع مع القضايا الكبرى، أو ما كنا نسميه بالهمّ العام ، وعندما بدأ شعراء ما بعد السبعينات فى كتابة الهامشى ، أو تجلية البطل الذى لاشأن له ، أو كشف المستور واجتراح المسكوت عنه ، فعلوا ذلك مستندين الى ما اعتقدوا انه يخصهم ، أو يميزهم عن غيرهم وهو الابتعاد عن الأفكار الكبرى ، مؤثرين البحث عن جماليات لصيقة بالمتعة و تتنصل من الرؤى والأفكار ! و ديوان ” سلموا عليَّا وكأني بعيد” الصادر مؤخرا عن دار العين ، هو الديوان الثالث للشاعر حيث صدر له من قبل ديوانه الأول نازل طالع زى عصاية كمنجة 1997 والديوان الثاني – الروح الطيبة 2008 يقدم صالح تجربة في استئناس المزهود فيه ، أوالمتروك بوهم كونه غير شعرى ، أو لا يَعِدُ باستخراج شعر منه ! ، وهى كتابة جديدة ، لا تنشغل بالقضايا الكبيرة ـ خصوصا الطرق التى كان يتم التعامل بها مع هذه الأفكارـ إنها مهمومة بـ(هنا والآن )”
كما أذكر أن المستشرق الأوكراني البروفسير بوهدان هوفرت في حديثه عن ديواني الأخير ” المتوحش اللي جوايا” يعبر عن الإنسان المعاصر، وجدت في هذا الديوان معالجة لفقدان الذات وفقدان الناس”..
واعتبر الديوان كنموذج يعبر عن أزمة الإنسان المعاصر في وحدته سواء وهو يتابع الأحداث على الانترنت مع وسائل التواصل الاجتماعي أو في وسط أوتوبيس يشعر بالوحدة متضايقا ممن حوله.
وأذكر لكم من قصيدتي “سماعات الودان” وفيها الكثير عن هذه الحالة الشعورية المعاصرة .