صدقتي يا جده

سامية المراشد – الأردن

إن اردت أن تعرف حال الأمة العربية جالس الكبار سنا وإسمع ماذا يقولون ، قالت إحدى الجدات وهي ترى بأعينها المتعبتين حال الأمة من القطعية والتفرقة والأستهانه بكل معاني الإنسانية وتقمس دور الوحش القاتل وعدم اتزان العقول وكثرة السياسات والأقاويل والأخبار المتناقلة بين وقت وآخر ، حينها شاهدت النساء والرجال هذه الأيام وعبرت بكلماتها المختصرة والمفيدة وجعلتها سهم يتجه إلى الحقيقة ونحو الحاضر الأليم .

قالت أن النساء قديما كانت عندما تريد أن ترضع طفلها تُسمِ بأسم الله بنيّة أن يكون ذا شأن عظيم ورجل حكيم تفتخر به عندما يكبر ، كالفارس النشمي أو القائد او العالم المبدع أو الطبيب الناجح… الخ ، وعندما يبلغ ابنها كانت تحدثه بلغة الرجال لهذا كان اجدادنا عظماء أما اليوم فنسائنا بدون إستثناء إلا ما رحم ربي ترضع طفلها بنيّة أن ينام فقط ، والذي زاد من الطين بلّه الحليب المصطنع الذي هو من أبداعات الأجنبية فزاد الخمول وزاد الوزن بعد ما كآن الحليب المستبدل بحليب الغنم والجمال ليعطي الجسد الصحة والصلابة وعقل السوي فرأينا ما رأينا من أجيال تنام ولا تنهظ وإن نهظت نهظت متكاسلة ، هذا ما يريده الغرب منا أمه ليس لها أم مثالية وحليبها مصطنع لهذا فلا عتب على أمة كلها نيام ولا نيّة للصحوة من واقعنا الأليم .

يا أمة الضاد عندما تبدلت الخيمة بالقصر وتهجن الخيل واستبدل بسيارة فارهة وتغير المنبع الماء الذي يشرب منه الجميع ورعي القطعان الماشية وكثر العمران والأبراج وقلنا هذه حضارة العرب تناسينا القيم القديمة و اصبحت أمة هشة ضعيفة وتغير النهج والعادات والأفكار وأستبدل معيار القوة التي كانت تتصف بالجمل والسيف بمعيار ثمن البراميل النفط والبورصة يرتفع وينزل مع القرارات الإقتصادية والظروف المحيطة .

يا أمة الحجب والنكران والقطيعة اجعلي لنا تاريخ مشرف واصنعي للأجيال قدوة يحتذى بها ، الحبل المتين يشد به خيمة العز والكرامة والخيط الرفيع لن يدخل إلا بثقب إبرة واصنعي للمواقف رجال قبل فوات الأوان أن همّ الأمة يكبر والأفعال تقل وتصغر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى