من لبنان …. إلى عمان … خيوط الحب تلتقي
“ضحى “من مواليد بيروت عام (1955) التقت بابن عمها علي الذي ذهب إلى لبنان لزيارتهم وبعد قصة حب رائعة جمعت بينهما ، تزوجت بعمر 16 سنة وعلي بعمرال(25), جائت الأردن لتعيش مع زوجها في منطقة الأزرق الشمالي ، حيث كان يعمل هناك . وبعد عام من زواجهما سميت ضحى “أم خالد” عندما أنجبت ابنها البكر خالد ،وعاشت حياة ملؤها السعادة والحب والتفاهم مع زوجها(علي) الذي
كان لها الأب والأخ والزوج والصديق والحبيب وعوضها عن غياب الأهل ، مع مرور سنوات العمر تعلمت أم خالد من سيدات المنطقة عمل خبز الشراك بطحين القمح والمقدوس والكبة المحشية حيث تجتمع سيدات الحي ويتعاون في صنعها بكميات كبيرة للمونة و الأعراس ،وسط تبادل الأهازيج والأحاديث اليومية.
مضت الأيام والسنين وأصبحت أم خالد أماً لثلاثة أبناء وابنتين كانوا لها السند والأمل في الحياة ، تعبت وسهرت الليالي للاعتناء بهم ، وقبل سنة تقريبا من هذا العام لاحظت وجود كتلة صغيرة في ثديها الأيمن، لكنها لم تخبر أحد والتزمت الصمت ولم تلقِ لها بالاً، لأنها لم تشعر بألم ومع تزايد الأعراض متل ضمور حلمة الثدي وتغيير لونها للزرقة ، شعرت بالقلق ،وبدأت أم خالد تتابع حملات التوعية لسرطان الثدي والتي شاهدتها في جميع وسائل الإعلام مما ساهمت في تشجيعها على إجراء الفحص، وبعد ملاحظة الأعراض أحست بأن هناك شيء ما ، فتوجهت إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة ، وعند مراجعة الطبيب المختص لعلاج الأورام وتصوير الثدي، أقر بوجود كتلة تحتاج إلى علاج ،وتم أخذ خزعة من الثدي ، وبعد النتيجة كان القرار الأصعب في شهر شباط من هذا العام ، بأخذ جرعات (الكيماوي )والذي يتبادر لأذهاننا عند سماعه الحروب والحروق ونيران مشتعلة ، نعم هناك رائحة احتراق جسدها. ولكن بقوتها وصبرها وايمانها المطلق بالله عز وجل تحملت كل الآلام .
بعد كل هذا العذاب .. أيقنت أم خالد أنها لو قامت بإجراء الفحص المبكرعند ظهورالأعراض قبل سنوات، لما وصلت إلى مرحلة العلاج الكيماوي ،وذكرت أن أسوأ ما شعرت به احساسها بتعب وإرهاق كبير و تغيير في الجسم ،و وجود فطريات بالحلق منعتها تأكل كما كانت في السابق ، أخدت جرعات الكيماوي وتحملتهم بقوة والحمد لله. وتوقع الأطباء أن الورم متمركز في الثدي منذ 5 سنوات على الأقل ، لم يكن العلاج الكيماوي كافيا ، وكانت الصدمة الكبرى ، عندما قرر الأطباء بضرورة استئصال الثدي . واجهت أم خالد المرض بعزم وشجاعة وإرادة قوية وعاشت تجربة صعبة ، وقالت:” لولا وجود زوجي بجانبي في كل لحظة لما استطعت‘ أن أكون قوية وأتحمل مراحل العلاج القاسية “.ولكن قدرة الله فوق كل شيء. وأضافت : سرطان الثدي مرض كغيره من الأمراض يمكن مواجهته بالتحدي والاصرار والأمل بالشفاء .
وذكر الدكتور صالح الحوراني مستشار جراحة عامة ورئيس اختصاص جراحة الثدي والغدد الصماء :أن الفحص المبكر للسرطان يساهم بنسبة شفاء تام 99% لذلك الاكتشاف المبكر وسيلة للنجاة من هذا المرض .
وأكد ، هناك سيدة واحدة من بين ( 8 )سيدات مصابة بسرطان الثدي ،لذلك نرجو الفحص المبكر بدون استدعاء طبي
لأن الاكتشاف المبكر للسرطان يكون بإزالة الجزء المصاب فقط ، ويبقى الثدي كما هو.
أما في المراحل المتقدمة يتم استئصال الثدي كاملاً.
وقال د . الحوراني أن هناك أعراض يجب الانتباه لها مثل ،وجود كتلة في الصدر، إفرازات الحلمة ،شد الجلد، انقلاب الحلمة وضمورها ، فعند وجود هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب فوراً.
وأوضح بأن الكيماوي يعالج الخلايا السرطانية المنتشرة في الدورة الدموية ويتم اخذ الكيماوي إذا كانت المرحلة متقدمة وليست مبكرة وأن هناك شفاء تام بعد اخذ الكيماوي لبعض الحالات ولا يعطى الكيماوي إلا إذا تجاوز الورم “5”ملم أي نصف سم إجباري.
وأشار الحوراني ، انه بعد الكيماوي يتم الاستئصال . عندما نعطي الكيماوي قبل الاستئصال يكون هناك استدعائات خاصة جعلتنا نعطي الكيماوي قبل الجراحة، بالنسبة للجراحة بعض السيدات يكون لديها استجابة بيولوجية ولا تكون استجابة هرمونية هذه الحالة الأفضل كيماوي ثم الجراحة ( الاستئصال) .
وأن الاستئصال والكيماوي يعتمد حسب الورم والمرحلة التي تم اكتشاف المرض بها ،فعند اكتشافه مبكر وهو كتلة صغيره تقل نسبة الخطورة ، لكن الخطورة تكمن في الاكتشاف المتأخر.
وينصح الدكتور بان يكون الفحص سنوياً بعد سن الأربعين على جهاز” الماموغرام” ولا داعي للقلق لان هناك خصوصية بالنسبة للسيدات في فحصهن .
ووجه الدكتور الحوراني كلمة مهمة، أن العنصر النسائي هو الأهم في البيت والأسرة ،فالمرأة هي الأم والزوجة والأخت والابنة والصديقة والرفيقة والمسؤلة عن العائلة وخسارتها أكبر خسارة في العالم ، وفقدانها يلحق به سلبيات كبيرة على المجتمع .
.
وفيما يعتبر سرطان الثدي الأكثر انتشاراً بين النساء إلا أن هناك العديد من التطورات الطبية في هذا المجال والاكتشافات التي تسمح بزيادة عدد الناجيات من المرض،
تحدثت أم خالد عن تجربتها و قصتها مع مرض السرطان وعن أولادها الذين كانوا الداعم الأكبر لها ، ووجهت نصيحة لجميع السيدات بإجراء الفحص اللازم لسرطان الثدي وحتى لوتبين وجود المرض فهو يحتاج إلى الأمل والتحدي والإصرار والتعايش معه وإرادة الله فوق كل شي, وتعيش أم خالد الآن حياة مستقرة وسط عائلتها الذين كان لهم الأثر الأكبرودعمها في تجربتها الصعبة.
ليس سهلاً على أي امرأة أن تتقبل إصابتها بسرطان الثدي. فإلى جانب المخاوف التي تتكون لديها حول المرض وخطورته واحتمال تطوره، تتأثر أنوثتها به. هواجس كثيرة تتملك المرأة مع إصابتها بسرطان الثدي فيقلب عالمها رأساً على عقب وغالباً ما تعتبر هذه المرحلة التي تمر فيها مرحلة انتقالية تبدل حياتها وشخصيتها ككل ولكن يبقى هناك الأمل والايمان بالله موجود . افحصي وستكونين الأقوى …