محمد سعيد الأندلسي
موضوع مهم فتحه الناشط الجمعوي السيد أسامة الفتوح .. اردت أن أكتب عن هذه العادة السيئة التي تنم عن قلة الوعي والاحترام تجاه الوالدين. ومع تزايد هذه الظاهرة المؤلمة في المجتمع، تزداد الحاجة إلى التوعية والتأمل في تبعاتها السلبية.
في عالم يغمره النضال والمسؤوليات، يجد الزوج نفسه أحيانًا محاصرًا بين تبعية زوجته ومسؤولياته تجاه والديه، فكيف يتصرف في مثل هذه الحالات المعقدة؟.
عندما يبتلى الزوج بزوجة لا تريد ان تعيش مع ام واب الزوج، يجد نفسه في موقف صعب، وعندما تقرر الزوجة نقل والديه إلى دور العجزة، لأجل العيش براحة بعيدًا عن مسؤولية العناية بالمسنين وبين واجبات الزوج تجاه والديه، تنشأ صراعات داخلية تضع الزوج في موقف صعب.
على الرغم من الشقاء الذي يمكن أن يشعر به الزوج بسبب انفصاله عن والديه، إلا أنه يجد نفسه مضطرًا في بعض الأحيان للتنازل لرغبات زوجته والموافقة على نقل والديه إلى دور العجزة. فقد يخشى الزوج من خلق توترات زوجية أو عدم فهم الزوجة لواجباته تجاه عائلته، مما يدفعه إلى الموافقة على هذا القرار بصمت.
ومع ذلك، فإن هذا القرار يترك آثارًا عميقة على نفسية الزوج، فهو يجد نفسه بعيدًا عن من رباه وشقى عليه وعلمه حتى بلغ أشده ، ويشعر بالذنب والضياع لعدم قدرته على تقديم الرعاية والاهتمام المطلوبين لوالديه في أوقات الشيخوخة.
إن تأمل هذه المشاعر يجعلنا نفهم تمامًا حالة الصراع التي يعيشها الرجل الذي يجد نفسه مضطرًا للتنازل عن مسؤولياته الأسرية تحت ضغط رغبات الزوجة. فالمجتمع يفترض أن يكون الرجل القوي والمسيطر، ولكن في بعض الأحيان يجد الزوج نفسه في مواجهة صراع بين واجباته كابن وزوج.
اعجبتني مقولة الناشط الجمعوي السيد أسامة الفتوح في تدوينة كتبها “انا لا اسمي هذه دار العجزة وانما دار للذين انجبوا “المساخيط”، بهذه العبارة القوية، يُشدد الفتوح على أن مسؤولية الوالدين لا يمكن تحميلها للآخرين بل يجب على الأبناء تحملها بكل وعي واحترام.
ومن منطلق الاحترام والتقدير، يدعونا الشرع إلى رعاية الوالدين والعناية بهم في مراحل شيخوختهم، فهما قدما لنا العديد من التضحيات والعناية على مر السنين، ولذا يجب أن نكافئهم بالرعاية والاهتمام في أوقات الضعف والاحتياج.