عرس قرآني على ضفاف الراين يحتضنه المسجد الكبير من ستراسبورغ بالألزاس بفرنسا

عاش المسجد الكبير بستراسبورغ أمسية قرآنية بنفحات إيمانية في جو إختلطت فيه بهجة الفرحة باللقاء ولهفة السماع للأصوات الشجية للمقرئين المتعاقبين على فعاليات الحفل وفرحة الأطفال وأسرهم وأهاليهم بلحظة تكريم أطفالهم فلذات أكبادهم بشهادة التفوق والتميز العلمي في التحصيل القرآني، إنطلق الحفل بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الكريم وبكلمات ترحيبية للقائمين والمسؤولين على المسجد وإدارته. بحضور عديد الشخصيات منهم رئيس المركز الجهوي للجالية الإسلامية د.عبد الحق النبوي بالآلزاس, الأستاذ علي حرازيم إمام مسجد الرحمة والأستاذ شكري حبيب رئيس جمعية الضفتين بمسجد روبرتسو وغيرهم. إضافة إلى معلمي القرآن وشيوخه وأئمة المساجد و رؤساء الجمعيات الثقافية ولجان المساجد بستراسبورغ، حضوركثيف مميز للوافدين من كل جهات المدنية وضواحيها. 

وبتلاوات عطرة للفضيلة الشيخ لعيون الكوشي والشيخ معتصم بلال العسالي والشيخ سفيان بورماك الأستاذ الأنموذج في التعليم القرأني وإجازاته لطلبته.

إكتظت أجنحت المسجد الكبير بالحضور من ضيوف و رواد المسجد وأسر وأهالي الأطفال المتفوقين المحتفى بهم، وتدافع الوافدون على هذا العرس وأنتظموا في صفوفهم كالعقد المرصوص، وأشجاهم عبير القرآن من القارئين المشاركين وتميزهم لصغر سنهم وحداثهم في التعليم و الحفظ.

تواصلت فعيالتيه على مدرات ساعات متواصلة بين التلاوات العطرة بحناجر صادحة وبقراءات شجية سواء للمقرئين أو لمستظهري كتاب الله وحفظة أحزابه. ومنح إجازتين في القرآن الكريم لطالب وطالبة برواية ورش عن نافع المدني عن طريق الأصبهاني من طرف الشيخ سفيان بورماك و توزيع شهادات الحفظ وشهادات حفظ أوصول رواية ورش عن طريق الأصبهاني.

وإنبهارا لعدد المشاركين في حفل التويج والغبطة التي أسالت لعاب الجميع ضيوف و أهالي في سعادة لا توصف ولا تقدر بثمن. وبالمناسبة قال فضيلة الشيخ الكوشي إن سعادة الإنسان وشقاءه في القلب، فإذا صلح صلح حال الإنسان، وإذا فسد القلب فسدت حياة الإنسان، وضل الطريق القويم، ولهذا فنسأل الله عز وجل إصلاح قلوبنا وثباتها على طاعته وحسن عبادته, مستشهدا بنجاحه في الحياة وعمله بفضل الله بالقرآن الكريم و دعاء والدته رحمها الله التي لم تطلب من الله سبحانه وتعالى في حياتها قبل مجيئه للدنيا سوى أن يعطيها حقها من القرآن والمسجد أين كانت تشاهد أطفال الكتاتيب يخرجون فرحين بلوحات تعليمهم للقرآن وكان لها ما أرادت في إبنها.

كما أشاد الجميع على الدور الإيجابي الني قام به فضيلة الشيخ سفيان في الجانب التوعوي الذي أتي بثماره المشهود لها من خلال هذا النجاح المبهر والتلاوات الرائعة التي أثلجت صدور الحضور، خاصة خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى تجاوب الأولياء في تحفيز وتشجيع أولادهم بالإلتحاق بحظيرة القرآن الكريم، مما سهل العمل وأمن أعدادا كبيرة من الطلبة الأطفال وشجع على الحرص والمضي قدما في منهجية التعليم.

للعلم والمفرح المحفز هو أن هؤلاء الأطفال المتوفقين المكرمين حديثي السن هم من مواليد فرنسا وتنشأتها في ترابها إلا أنه بفضل الله وحرص أهاليهم عرفوا القرآن الكريم وأحبوه وحفظوه.

دون أن ينسى دور الأمهات عموما والمدرسات المشرفات على جانب التعليم القرآني واللغة العربية مما سهل التعلم والحفظ والقراءات من تجويد وترتيل بأحكام وبحناجر صادحة لهاته البراعم الصاعدة في رعاية القرآن وكنفه بفضل المولى عز و جل.

والمبهر الملفت في حدث الحفل هو جلوس إبن السادسة من العمر على المنبر للتلاوة بكل ثقة في النفس وشموخ وكبرياء وكأنه من كبار المقرئين. ومن بين الأطفال المتوجين بحفظ القرآن والمكرمين بجوائزه وتكريم مادي ومعنوي الطفل أيوب دارشي الحافظ لـ35 حزب ما شاء الله. إضافة إلى فئة الرجال منهم الأخ سعيد من دولة الحبشة على سبيل الذكر.

وإشتملت التكريمات على عدة فروع: منها على سبيل المثال لا الحصر: حفظ القرآن كاملا، وعشرين جزءا، وخمسة عشر جزءا، وعشرة أجزاء.

 إن العمل في تحفيظ القرآن الكريم مع جميع الفئات العمرية من أبناء الجالية قاطبة دون إستثناء وقيام هاته الفعاليات شجع الكثير في المشاركة في هذه الملتقيات. وأكد على الحرص الشديد على أن يقام الحفل بشكل سنوي لتحفيز الأطفال والشباب والفتيات على حفظ كتاب الله، بإستمرارية وتواصل على الدوام دونما إنقطاع. إذ يهدف الملتقى السنوي لتكريم وتشجيع الفاعليين في حقل حفظ القرأن الكريم و ترتيله وتجويده من نساء و رجال و أطفال.

بحيث بتظافر الجهود و وجود عديد المساجد والمدارس القرآنية و معاهده، شجع على تزايد الدخول في الإسلام, لعدد المسلمين في فرنسا من سنة إلى أخرى بقناعة شخصية و إختيار, إذ يعتبر الإسلام الدين الثاني إعتناقا في فرنسا، وتتراوح نسبة المسلمين نسبة كبيرة وفقا لتوافدهم على المؤسسات و المراكز الإسلامية في إحياء المناسبات و الشعائر الدينية لاسيما صلاتي الجمعة والعيد, ناهيك عن باقي المناسبات.

وتخللت فقرات الحفل لحظات إنشاد للشيخ العسالي و برعمته المرافقة بعنوان ربي علمني صلاتي وبعض الموشحات ترويحا و ترفيها للأطفال لحين إستئناف النشاط.

وأختتم الحفل بتوزيع الجوائز على المتفوقين من حفظة القرآن وشيوخهم. ومسك الختام دعاء شامل للجميع لحفظة القرآن وعلى شرف إكراميات الضيافة مما لذ وطاب من صنع حرائرنا أسدل الستار على طبعة سنة 2019/1440 مع التمنيات بالعودة إلى حفلات القرآن في مناسبات قادمة مستقبلا.

وفي ثاني يوم لفعاليات الحفل خصص لفضاء الأطفال تحفيزا و تشجيعا لهم والأهالي للترفيه و المرح في الهواء الطلق بفناء المسجد ومحيط في جو أسرتي تميز بالألعاب والنشاطات الثقافية الفنية والرياضية للأطفال وبالإنشاد والموشحات للجميع أين كانت الفرصة لتلاقي عديد العائلات والأصدقاء لتبادل الأخبار و باقي أمور الحياة فيما بين أبناء الجاليات عموما خاصة المغاربية.

المسجد الكبير في ومضة تعريفية وجيزة :

يعتبر المسجد الكبير بستراسبورغ الذي يقع على ضفاف نهر إيل في حي هيريتز ,تم إفتتاحه في سبتمبر 2012، صرحا شامخا ويعد أكبر مسجد كمعلم إسلامي في شرق في فرنسا, مقارنة بباقي المساجد مساحة ونشاطا, إقبالا وتوافد, صرحا دينيا وثقافيا تاريخيا و مركز إجتماعي, ذو أثر مستقبلي في خدمة أبناء الجالية المسلمة.

الأكبر حجما وإستيعابا لمئات المصلين رجال ونساء, ومكتبه الزاخرة المتنوعة, الذي يكتسب أهميته من حيث وجوده في مدينة تزدحم فيها المؤسسات الأوروبية لمختلف الديانات والمعتقدات.

هذا الصرح الذي يفسح المجال أمام الجالية المسلمة بتعدد جنسياتها ومختلف لغاتها المقيمة في ستراسبورغ للصلاة والعبادة بكل أريحية.

أ. الحاج نورالدين بامون ستراسبورغ فرنسا

[الرسالة مقتطعة]  عرض الرسالة بالكامل
8 مرفقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى