غادة الخوري : تشكيلية لبنانية لوحاتها تعطي الاشياء الجامدة حياة

نضال العضايلة- الأردن

‏غادة الخوري فنّانة تشكيلية لبنانية استطاعت من خلال فنّها أن تعطي للأشياء الجامدة حياة كرسمها، بالإضافة الى اللوحات، على الزجاج ‏والحائط والقماش والخشب، ومن خلال تجديدها للأثاث مع المحافظة على رونقه القديم.

تمكنت غادة من دخول عالم الفن بقوة، ووضعت لها قدماً في مجالات الفن تلك من خلال قدرتها على الاعتماد على هوايتها التي نمتها وصقلتها بالممارسة.

وفي الوقت الذي كانت اليونيفيل تبحث عن شخصية نسائية لمساعدتها في تحقيق رؤيتها بتنمية المجتمع المحلي في جنوب لبنان، كانت غادة الخوري تبحث عن من يتبنى رؤيتها في تحقيق آمال جمهور الناس في منطقة محاذية للحدود مع فلسطين المحتلة.

كانت هذه السيدة هي غادة الخوري التي تشبه عين إبل البلدة الرائعة من بلدات الجنوب الخلاّب، فاثبتت من خلال فنها وعملها التطوعي انها مفتاح عين إبل والقليعة ومارون الراس ورميش وحانين وغيرها من بلدات الجنوب لمستقبل مشرق.

حكاية الفنانة غادة الخوري لا تنفصل عن حكاية وطن يستمد قوته وقدرته على الصمود من ارواح ابناؤه، كيف لا، وغادة التي نذرت نفسها للفن التشكيلي والعمل ‏الاجتماعي تجوب الارض جيئة وذهابا من اجل بناء شخصيتها التي صقلتها روائع الفن الذي تنتجه، وهي التي تعبر ريشتها عن احساس انثوي غاية في الرقة والجمال.

توالت ابداعات غادة الخوري، ابداعاً تلو ابداع، فهي تارة تنثر الحب في شوارع الجنوب وطرقاته، وتارة تحمل بريشتها احساس الفنان الخائف على ارثه وتاريخه.

تحمل غادة الخوري بداخلها قدرة هائلة على مواجهة التحديات التى تواجهها، قدرتها على ابراز فنها بعمق، شكل اساس ريشتها الجميلة.

شكل الفن عند غادة الخوري مادة انسانية مرهفة تساعدها في تحقيق رؤيتها بتنمية مجتمعها المحلي، فهي تملك القدرة على ترجمة تلك الرؤى على ارض الواقع.

عموما يمكنني القول اننا امام امراة من طراز فريد ومن النساء اللواتي لا يلتفتن خلفهن عندما يقررن ان يكملن طريقهن نحو التالق والابداع، فهي موغلة في مجرة قريبة، فنانة متمردة، جامحة في افكارها، تبتعد عن الرتابة والتقليد وتسعى دائماً الى التجديد، تحب الحياة والحرية، تعشق الطبيعة، وتحب البساطة وتبتعد عن التكلف، وحين ترسم لوحة لابد ان نجد صور روحانية ومشاعر إنسانية عميقة.

شاركت غادة الخوري في العديد من المعارض والندوات ‏وورشات العمل في لبنان وخارجه كميامي و عمان، وبعد غياب سبع سنوات عن الساحة الفنية عادت غادة بتألقها لتعيد الحياة لريشتها وألوانها.

هذه هي غادة الخوري المرأة الفنانة التي وجدت في فنها متنفساً لها يقربها من الواقع الذي تعيشه ويعيشه غيرها في ظروف استثنائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى