غربة العلم والمستقبل في حياتنا..

هاجر العزوزي

هل يمكن أن نتحلى بجرأة العودة بفكر منهجي عملي إلى الذات والمراجعة النقدية للدور والفعل والفكر هو -إن وجدت- في التاريخ وفي الواقع الحالي استشرافا لمستقبل ما؟

بدأت كتابة مقالي بسؤال لأوضح الهدف الحقيقي للعلم والمستقبل في حياتنا.

فالمؤشرات في حياتنا ذات الصدقية التي تؤكد، أو تشير من بعيد، على أن نستوعب روح العصر، وهو العلم، وأننا على الطريق نحو مستقبل مرسوم بإرادتنا، وأن العلاقة بين العلم والمستقبل هي علاقة تشاركية متكاملة لحد كبير، خصوصا بعد أن تكثف الزمان والمكان عالميا بحكم ثورة التكنولوجيا والإتصالات، وأصبح العالم كله يسابق ويصارع بروح العلم والعقل العلمي في ساحة محدودة مكشوفة توصف بالقرية، بعد أن كانت – حتى بضعة عقود- عالما فسيحا غير متناهي الأبعاد، يضم شعوبا لا يعرف بعضها عن بعض كثيرا أوقليلا.
فعند النظر إلى المجتمعات، أمايز من زاويتي بين حالين : الوجود والبقاء…
الوجود مشروع إرادي قائم على الفكر والفعل الإجتماعيين معا، تأسيسا على أعلى مستوى لإنجاز حضارة العصر. والبقاء هو حياة الإطراد العشوائي…..اطراد عاطل من فعل الإبداع والتجديد…. امتداد متجانس في المكان بغير زمان، حيث لا تغيير

ولهذا سبق وقلت *مجتمعات، أو لنقل الثقافات الإجتماعية صنفان، والتصنيف ليس قدرا أبديا، وإنما السيادة والغلبة لهذا أو ذاك
رهن شروط وجودية للنهوض أو الإنحسار. أقول صنفان هما : ثقافة الموقف وثقافة الوضع، فهذا الأخيرة قائمة بحالها راضية برصيدها التاريخي الموروث…. والمعرفة عندها، أو قل العلم الأسمى، لا يتجاوز حدود تأمل الرصيد وأقوال الأولين، والأمل عود على بدء….. ومن ثم عزوف عن الإبداع والتجديد….. والزمان امتداد متجانس، فارغ من الأحداث، إلا الحدث الأول والأهم فهو بداية التاريخ وغايته.

وثقافة الموقف إرادة واختيار، والإرادة فعل، والإختيار وعي عقلاني وعزم على التغيير والتجديد، وفهم لمجريات الأحداث والظواهر، وتراكم متجدد متطور لرصيد المعلومات والمعارف، ومن ثم تطور وارتقاء مطرد للهوية الثقافية التي هي عين الفعل الإجتماعي النشط في الزمان، وليس السكون والبحث عن هوية مجهولة في غيابات التاريخ.

ثقافة الوضع تقف على قارعة طريق الحياة، تتأملها تجليات لإرادة من خارجها، وثقافة الموقف تخوض غمار لجج نهر الحياة الصاخب الدافق، تتجدد وتتغير، وتبني وتتحدى وتستجيب، تأسيسا على الفهم والوعي والعقل الحر الناقد الفعال، إنها إبداع الحياة وصناعة التاريخ.

 

 

 

زوروا «موقع رائدات»
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زورونا «إنستغرام رائدات»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك رائدات»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «يوتوب» «قناة رائدات»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى