فاطمة بوهراكة: رائدة التوثيق الشعري وبانية الجسور الثقافية بين الأدب العربي والعالم

محمد سعيد الاندلسي

تُعَدّ فاطمة بوهراكة من أبرز الشخصيات الأدبية في العالم العربي، حيث أظهرت قدرات استثنائية في توثيق الشعر وتعزيز الثقافة الأدبية. وُلدت بوهراكة في 13 فبراير 1974 بفاس، المغرب، وبدأت رحلتها الأدبية مبكراً، لتصبح واحدة من الرائدات في مجال التوثيق الشعري.

 

شغلت بوهراكة منصب رئيسة جمعية دارة الشعر المغربي من عام 2007 حتى 2019، حيث ساهمت في دعم الشعراء وتعزيز الثقافة الشعرية في المغرب. ومن ثم، تولت إدارة مهرجان فاس الدولي للإبداع الشعري بين عامي 2010 و2018، وهو مهرجان مرموق يعزز التبادل الثقافي ويجذب الشعراء من جميع أنحاء العالم. كما قدمت برنامج “رنين الكلم” على إذاعة فاس الجهوية في عام 2013، الذي ساهم في تقديم الأصوات الشعرية الجديدة للجمهور.

 

إسهامات فاطمة بوهراكة في توثيق الشعر العربي تُعَدّ من أهم إنجازاتها. فقد أصدرت عدة موسوعات وكتب توثيقية بارزة، منها “الموسوعة الكبرى للشعراء العرب” التي نُشرت في عام 2016 وكتاب “100 شاعرة من العالم العربي” الذي صدر في عام 2017 وُترجم إلى أربع لغات. كما قدمت إصدارات شعرية فردية مثل “اغتراب الأقاحي” و”نبض”، والتي تُرجمت إلى عدة لغات وساهمت في إغناء الأدب العربي.

 

لم تقتصر نشاطات بوهراكة على الكتابة والتوثيق، بل قدمت أيضاً محاضرات وندوات حول الشعر والتوثيق الأدبي في معارض دولية ومؤتمرات، مثل معرض الخرطوم للكتاب الدولي ومعرض مسقط للكتاب. كما أطلقت مبادرات ثقافية هامة مثل “تبرع بكتاب … تحمي الألباب”، التي ساهمت في دعم المكتبات العامة بالمغرب.

 

تلقت بوهراكة تقديراً واسعاً على أعمالها ومبادراتها الثقافية، حيث كرمت في مهرجان قسنطينة للشعر النسوي، ورابطة كاتبات المغرب، ووزارة الثقافة والشباب بإقليم كوردستان العراق، ومنظمة الإيسيسكو.

 

بفضل إسهاماتها العديدة وإرثها الثقافي، تُمثل فاطمة بوهراكة رمزاً للإبداع الشعري والتوثيق الأدبي في العالم العربي. من خلال أعمالها ومبادراتها، ساهمت بوهراكة في تعزيز الثقافة الشعرية ونشر الأدب العربي على مستوى عالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى