فقاعة الحداثة لارهاب فكري اقصائي…
زكي بملال
“الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والارهاب” شعار ظاهره التصدي لشذوذ الفكر المتطرف بكل روافده وباطنه استهداف خصوصيات الفرد والتجمعات الصغيرة منها والكبيرة تحت ذريعة المنفعة العامة ، اجندة ممنهجة خاصة يقف وراءها تيار يتخدق تحت بيرق الحداثة لفرض اطروحة فكرية وممارسات فردية مجتمعية يؤمنون بأنها السبيل الوحيد لرقي الانسانية….
شطحتهم الاخيرة وهم يوجهون رسالتهم لعامل إقليم الدريوش حول حامة الشعابي اللتي سلط عليها الإعلام الاكتروني الاضواء في الفترة الأخيرة في الوقت اللتي كانت فيه حكرا على ابناء المنطقة ، كانت ارهابا فكريا مقصودا واقصاءا لكل الاعراف والتقاليد المحلية بل وتعديا صارخا على ابناءها حيث تم التعدي عليهم ادبيا بكل صفات التطرف لمجرد انهم حافظوا على التقليد والعرف القائم منذ عقود في تجريد صارخ للقيم الانسانية اللتي يتشدقون بها ،فإذا كانت الهوية القومية والتراث واعراف التجمعات الثقافية جزءا لا يتجزأ من الحضارة وفي الوقت اللذي يسود فيه منطق التفاهة بسعي الرأسمالية الحديثة لابادة كل الممارسات اللتي تقف عائقا امام سيطرتها التامة على كل التكتلات الاستهلاكية من مسلمات دينية وعرف اقليات تؤثر على الانتاج فأن تشبث بعض الكيانات بالهوية المحلية والاعراف الموروثة يبقى الهدف الاخير لسيادة مطلقة.
من خلال مسح صغير لجغرافيا المكان يتجلى ضيق المساحة المخصصة لأخذ حمام ساخن واللذي يتفرد به المكان دون غيره من شواطىء المملكة ومن خلاله سيكون الاختلاط منبوذا انسانيا وسيتعفف عنه العقل المدرك ، وان كنت على يقين ان أصحاب هذه الشطحة لم يقوموا بدراسة كافية للموضوع وان الجدول الزمني للولوج للمكان فقط ماأثار حفيظتهم واعتبار إقصاء النساء يوم الجمعة من الاستفادة بالحامة اكثر من التمييز بين الجنسين وعدم الاختلاط وربط يوم عيد المسلمين الاسبوعي به ارهابا لجعله حكرا على الرجال من دون النساء متغافلين خصوصية المنطقة منذ القدم ومهام المرأة في هذا اليوم بالذات لتفرده الديني والعرفي نذكر منه حصرا اعداد وجبة الكسكس حيث كانوا يعدونها من ألفها ليائها لا كما اليوم نجده جاهزا بكل متاجر التغذية العامة وفي كل المناطق مما يجعل يومها محصورا في مهامها البيتية بالاضافة الى العرف القبلي اللذي يتجلى في الزيارات العائلية في هذا اليوم باعتباره يوم عطلة ..
وبالعودة إلى الأمس القريب وحادثة الفقيه اللذي جرجرته اخدى الجمعيات بموضوع الفلقة بمنطقة الشمال واللتي اثارث استياء حتى أولياء أمور الأطفال المستهدفين باعتبار الظاهرة عرف وأسلوب تربوي ضارب في القدم وانه كان ناجعا لانتاج أجيال قدمت الكثير للمجتمع من زمن بعيد يتضح للجميع أن مثل هاته الجمعيات على اختلاف المواضيع اللتي تستهدفها وتشتغل عليها هدفها الاول مصالح شخصية ضيقة ولا تراعي الخصوصيات الأدبية والثقافية ولا التراثية للتجمعات واغلب خرجاتها تكون دون دراسة معمقة ويغلب على جلها الارتجال لحد الاقصاء والارهاب الفكري ، وفي غياب التأطير والمواكبة لأغلب هاته الجمعيات يبقى الجدل والسخط الشعبي فقط ماتجنيه في كل الشطحات اللتي تؤديها بين الفينة والأخرى..
في انتظار تأطير ملزم ومواكبة فعالة يبقى المجتمع على متابعة الرقص التافه اللتي يؤديه هؤلاء….