الكاتبة والأديبة اللبنانية – راوية المصري
اقلعت الطائرة ومعها انطلقت هواجس الأسئلة والأجوبة!!
فعندما تتحول الأجوبة الى أسئلة متكررة مصحوبة بعلامات الاستفهام والتعجب عن بعض المصادفات التي تترك اكثر من ذكرى وأعمق من اثر
من الطبيعي في هذه الحالة الطبيعية والشاذة في آن واحد ؟! ان يحتدم الصراع وتتراقص عقارب البوصلة حائرة أمام الخيارات المتعددة والمفتوحة
على احتمالات شتى ومتناقضة !!
اتسعت مسالك الخيارات وفي داخلي صوت ينادي لا تتخلي عن الفرصة الجديدة وصوت آخر ينصح لا تنزلقي الى عالم مجهول !!
وفي الحالتين مسألة معقدة حيث الثقافة الحقيقية والهادفة تراجعت وانتشرت ثقافة ( الرتبة الاجتماعية)!! اذ تتضخم الانا ويتوهم كل فرد انه المرجعية والضليع بأسباب تخلف الشعوب وعجزها عن الامساك بتقرير مصيرها!!
تجمدت في مقعدي ! أرهقني التفكير وكيف علي التوفيق والتعامل مع كثرة الاحتمالات ! ابتسمت لكلمة كثرة ! اذ يعني ذلك اني أصبحت في دائرة الضوء ! ودائما اسأل نفسي ، وماذا بعد؟؟ فالضوء
والشهرة كما الرغبة لا تتوقف !
ان حصل كل فرد منا على رغبته ! تخرج رغبة ثانية؟! وان حصلنا على
موقع ؟نتعايش مع الفرح قليلا ونحث الخطى الى موقع آخر تحت عنوان الطموح !!
كما علبة المحارم نأخذ فوطة فتخرج الثانية ؟!! وهكذا دواليك لا نشعر بالراحة ونتعايش مع القلق للوصول لذلك
السراب الذي اسمه الشهرة ؟!! ولكن ان لم نسع؟ ماذا نفعل؟؟؟
حاولت ان اتجاوز تلك الأفكار التي تضج في رأسي!
واؤجل النقاش الداخلي في نفسيتي المرهقة ! تذكرت اني قلت لصديق ذات مرة ” انا كل الناس اقاربي “!!! ولم اكن اعلم ان ما قلته الكلمة المفتاح التي تقود صديقي الجديد القديم والمستمر الى دائرة المشاعر حيث العاطفة تسمو فوق كل اعتبار!! فالحب له قوانينه الخاصة التي لا تعترف بما يسمونه أصول وعيب وكلمات تعبّر عن بؤس في التفكير وقصور في الرؤية والسير بالاتجاه المعاكس لكل تطور وتجاهل أهمية الاستقرار في حياة الإنسان !
استوت الطائرة بعد مرحلة الإقلاع وأصبح طيرانها هادئ ؟ استرخيت على مقعدي وتمنيت ان اخرج من هذا الحوار الداخلي وهذا الضياع الذي يقترب مني وصلت المضيفة وقدمت لي الطعام ، بدأت ائكل والأسئلة تتصارع ! وما ان انتهيت من تناول الطعام
شعرت بالاسترخاء فحاصرني النعاس وغبت في عالم الأحلام !!!