“في محراب الأصوات ” لشيرين بكج
صوت خافت يرافقك طوال العمر..
نادرا ما تنصت له.. وكثيرا ما تتجاهله..
يبقى منخفضا أدبا واجلالا لحضورك لطالما كان السلام يستكين في ثنايا روحك، وكنت في حالة اتزان روحي متسق و متناغم مع إيقاع الحياة.
وحين ترتفع الأصوات من حولك ، ويزداد توغل الضوضاء في كيانك ، فتبدأ بالتفكك شيئا فشيئا..
فينفذ بين شقوقك صوتا مشتتا شاردا لأحدهم، فيخترقك ك سهم عابث ليترك في نفسك ندبة، مشوها جمال ذلك السكون ..
فتنفجر .. وتتبعثر كذرات الغبار في فضاء ليس له قرار ..
فتفقد اهليتك بالإحساس.. ويمضغك الصمت بتوحش..
فيعم السكون عالمك ويستوطن قلبك الهذيان..
وبين جميع تلك الإحتضارات تراقب نفسك من بعيد..
تراقب المشهد..
نوبات من الغضب.. وحاجة ملحة تستلزم الصراخ تعبيرا عن الوجع.. ولكن صوتك يغيب عن المشهد..
مذبوحا يئن في فلك السماء، وحيد ..
حينها فقط.. يرتفع ذلك الصوت الخافت..
يرتفع.. ويرتفع.. ويرتفع..
ليزمجر في روحك.. صوتا رعديدا محاولا إنعاشك..
ليطغى حضوره ، كنداء مقدس مناجاة للروح
كفاك استيقظ من سباتك .. لا تنس نفسك..
انا معك..
انا صوت الضمير ..🌷