قصة امل اردنية بطلتها اسراء الاحمد ايقونة العمل الانساني
نضال العضايلة
ثمة انثى تلوح في الافق، وثمة امراة تبعث الامل في فيما بقي من حياة، هكذا بدت تلك الانثى، او لنقل هكذ تشكلت، وما ادراك لعلها قطعة نثرية او حتى شعرية، بينما هي في الواقع لوحة رسمها فنان وغادر تاركا خلفه هذا الارث الوحيد الذي يدل على عظمة فنه.
لم تكن اسراء الاحمد الا تلك اللوحة، اسراء التي قيل عنها هبة النهر المقدس، على غرار النيل، ومكنونه من درر الطبيعة، رائحتها شهية، وفتنتها لا تقاس في الجسد وحسب وانما بالعقل، فالعقل هو ما يزين اسراء، قبل ان يصرخ الجسد، معلنا ثورة على الحياة التي اضحت مجرد سطور في كتاب حياتها.
الحديث عن قديسة النساء ليس حديثا عابرا، او مجرد كلمات مصفوفة، او صدر بيت من الشعر او عجزه، بل على العكس، فهي اغنية من الزمن الجميل، كتب كلماتها شاعر لم يخلق بعد، ولحنها بليغ لم تترك انامله الوتر.
فتاة شقت طريقها من صلب الزمن، حفرت باناملها تفاصيل حياتها، فنبتت كالوردة في حقل من الشوك، فكان عليها ان تجابه وتواجه وتخوض معركة ضروس للخلاص من الشوك لاتاحة المجال للوردة ان تحيا بنعيم القداسة، واي قداسة؟ انها قداسة الانوثة التي روتها الاحمدية بماء معمد بالحب والشقاء، فهل يلتقي الضدان؟.
اسراء الاحمد فاتنة الحي التي بزغ فجرها عندما افل فجر الاخرين، وضعت من الاطفال والمهجرين وابنا، السبيل ومن تقطعت بهم سبل الحياة، طريقا لخلاصهم فانضوت تعمل في منظمات تدرك احقيتهم في الحياة، فاضحت شمعه من الشموع التي تضيء لياليهم حالكة الظلام.
اسراء اليوم جزء من عالم خاص يتفيء ظلال الحرية التي فقدت عندما بدا لاخرين انهم يملكونها بمعزل عن البقية الباقية من الناس، واسراء اليوم ليست قطعة من زمن ما فحسب، بل هو جميل بقدر ما هي جميلة الروح والقلب والعقل والجسد.
اما لماذا اسراء الاحمد الان؟ فلانها رؤية حالمة، ونقطة مضيئة وبداية قصيدة يمكن لها ان تتفجر لتكون معلقة في ذات ربيع، ولانها حكاية بنت بلد لا تقبل الا ان تكون هكذ.
ياقوتة العمل الانساني، ابنة الربيع المزهرة اشجاره باسقة يطاول السماء عنقها تستحق ان يكون لها مكانا في قطار الحياة.
واااااااو
شكرا