شهدت الساحة الكروية، يوم الأحد الماضي، دور نصف نهائي كأس العرش، مبارتين في قمة الاثارة. الديربي التاريخي بين الرجاء والوداد، الذي أجري بمعقله التاريخي، مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، والذي شهد فوز الرجاء (1-0). في المواجهة الثانية، استظاف فريق بركان فريق الفتح الرباطي وانتهت القابلة بالتعادل (1-1) لتحسم بعد حصة ركلات الترجيح للفريق البرتقالي، ليتأهل بذلك للمباراة النهائية لملاقاة القلعة الخضراء
جرت مباراة الديربي في ظروف خاصة لكلا الفريقين. الرجاء، الذي خرج من ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا واحتل المركز الخامس في الدوري، و شهدت ادارته إعادة هيكلة، بعد عقد جمعه العام وانتخاب محمد بودريقة رئيسًا جديدًا رفقة طاقمه الجديد، يمني النفس لتصحيح المسار وتدارك الموقف للذهاب بعيدًا في هذه المنافسة، ليتمكن بالتالي من تحقيق هدفين في نفس الوقت: الفوز بكأس العرش الثمين وضمان مشاركة في كأس الكونفدرالية الأفريقية (CAF).
أما الوداد، الذي لا زال يعاني من خيبة أمل ضياعه للقبي البطولة و دوري الأبطال في اللحظات الأخيرة، يرغب، بقيادة البلجيكي سفين، في حفض ماء الوجه و انقاذ ما يمكن انقاذه. لكن باتت وضعية هذا الأخير و الفريق أكثر صعوبة خصوصا بعد تلقيه، خلال هذه المقابلة، الهزيمة و الاقصاء، في بطولة لم تزر خزائنه منذ 23 عامًا، بعد أن كاد الفوز بالنسخة الماضية قريبا ضد فريق نهضة بركان.
انطلقت مباراة الديربي، كعادتها، سريعا. جماهير النسور الخضر الكثيفة، أثثت المدارجات ساعات قبل بداية المباراة. أما الوينرز، في الوقت الذي ظن الجميع أن عددهم سيكون قليلا، زين المدرج الشمالي باللون الأحمر. لكن على الرغم من الحضور، بدى استياء الأنصار واضحا، أولاً، بسبب أزمة النتائج وثانياً بعد تلقي هدفً من ارتباك واضح في الدفاع، بنيران صديقة، بضع دقائق بعد بداية المباراة، بسبب سلسلة من الهجمات من الفريق الأخضر، لنتهي المباراة على ايقاع ذلك الهدف الوحيد.
مواجهة قوية شهدت استعراضات متبادلة وصراعات واندفاعات وألحان… ،تفوهات، رسائل مضادة، شهب خضراء ووردية…كانت المباراة تليق بديربي عالمي من الدرجة الأولى.
أما الفصل الثاني من مسلسل دور نصف النهائي، جرى في بركان بين المضيف فريق نهضة بركان، حامل اللقب، وفريق الفتح الرباطي. الفتح، الذي احتل المركز الثالث في صبورة الترتيب، ينافس بكل أريحية المقابلة و عينه على الفوز.بينما يواجه زملاء بكر الهلالي، الذين احتلوا المركز السادس، تحديًا كبيرًا: الدفاع عن اللقب والمشاركة في الكاف، الذي ألفوا التواجد فيها في السنوات الأخيرة وفازوا بها مرتين.
المباراة ورغم هيمنة الفريق العاصمي، تمكن البركانيون من الحفاض على النتيجة حتى الدقائق الأخيرة ليعادل الضيوف الكفة. ركلات الحظ قررت أن الفريق البرتقالي هو المتأهل للمباراة النهائية لملاقاة الرجاء البيضاوي. و من القرر أن يحتضن ماعب طنجة الكبير النهائي يوم الجمعة أو السبت.
Anas FAJRI