
الطائر المهاجر راوية المصري
عانت المراة الاوروبية من اشد انواع الظلم والقهر منذ القدم وصولا الى العصور الوسطى حيث كانت تعامل ككائن رخيص لا قيمة له ولا دور ولا حقوق الى ان جاء عصر النهضة وعصر العقل وكان بمثابة انفجار بركاني هائل الذي افرز قوة انثوية لم تعرفها اوروبا من قبل وانتفضت بشراسة لاضطهادها والجور عليها وحرمانها على مدى التاريخ الغربي.
بدات اول حركة تطالب باعطاء المراه حقوقها في فرنسا عام 1405 وكان كل ما تطالب به المراة حقوق مشروعة كحق المالية وحق التعليم والتصرف في ما تملك.
في عام 1791 نشرت الكاتبة الفرنسية اوليمب دو غوج بعد فترة من الثورة عن حقوق المراة وكان ما نشرته سببا باعدامها بتهمة مناهضة الثورة، لتتصاعد بشكل اكبر وكان العديد من الرجال المنصفين مع المطالب، وبقيت اصوات المطالبين بحقوق المراة تعلو شيا فشيا وعندما بدات الثورة الصناعية انخرطت المراة في سوق العمل وهنا اصبح لها كل الحق في ان تطالب بالمساواة بينها وبين الرجل وهكذا حصل.
تتقاسم المراة الاوروبية اليوم مع زوجها الحقوق والواجبات ولكن عندما يتعلق الامر بالزواج، فهي لا تطلب منه مهراً ولا تجبره ان يلبي طلباتها من مسكن واثاث وغيرها من امور الزواج بل يتعاون الطرفان معاً، لهذا فان من حقها ان تتساوى معه، في الحقوق والواجبات، اما ما كان يمتلكه الطرفان قبل الزواج فلا علاقة للطرفين به في حال تم الانفصال، حيث تقرر المحكمة حضانة الاولاد في حال وجود خلاف بينهم عليها، فيصبح الاطفال من حق الاجدر بتربيتهم وتلبية مطاليبهم وطبعا يكونو اصدقاء في اغلب الحالات .
في العالم العربي تعتبر المراة محرومة في الاساس في بيت اهلها من المساواة مع اخوتها ولا تحسب على زوجها من اول يوم زواج ولا علاقة لها ما كان يملك قبل الزواج فحقها عند والديها والذي حرمت منه (الميراث) او اعطاءها القليل منه بحيث تظهر وكأنها اخذت كامل حقوقها.
عندما تطلب الفتاة مهراً مبالغاً به ومتطلبات زواج مكلفة ليس للزوج قدرة على تلبيها فيفضل او ان يبقى عازبا او ان يهاجر ويتزوج بامراة تعرف معنى الحقوق والمساواة تزداد نسبة العنوسة عاما بعد عام لتصبح على سبيل المثال 85 % في لبنان بين الطرفين.
اقول للمراة : ايتها المراة انا امراة مثلك، ولكن الحق يقال اني اعيش ببلد يتمتع بالعدل والمساواة ولدي ثلاثة اطفال، واعمل ربة منزل ولا يوجد عندي عاملة منزل وهذ لا يمنعني من ان اعمل وادرس واكافح لمساعدة شريك حياتي، لانني اعرف ماذا يملك وكم يتقاضى راتبا ومن اين يجلب لي المتطلبات وهو لا يستطيع وحتى لو كان باستطاعته فانا لا اقدر ان افرض عليه وبنفس الوقت اطالب بالمساواة معه.
ومن هنا فان مفهوم المساواة ليس مثل ما يفهمها البعض في عالمنا العربي بشكل عام واللبناني بشكل خاص، المساواة هي الرحمة للرجل قبل المراة فعندما يتقدم شاب لخطبة فتاة وتبدا بالمتطلبات من مسكن واساس ومهر وذهب وما الى ذلك فلا يحق لها ان تطالب بمساواتها وتقاسمه حقوق امتلكها من تعبه وكده .( الا اذا كان عامل سي السيد ومنعها من حق العمل)
وهنا اقول (خلي مقدمك وردة وماخرك رحمة)