نحن لا نمنح النوم القدر الكافي من الاهتمام، ولا أبالغ إذا قولت أننا أحيانًا ننظر إلى مشاكل النوم باستخفاف بعض الشيء. فرغم أننا نعلم أن النوم الكافي يتحكم في وزننا، طاقتنا، مناعتنا، صحة بشرتنا، تركيزنا وغيرها العديد والعديد من الأشياء، إلا أننا لا نمنح أنفسنا الوقت الكافي لنحلل مشاكل النوم التي نعاني منها. فإذا جاءت صديقتك وسألتك لماذا لا أستطيع النوم ليلًا؟ سيكون أول رد منك، بالتأكيد تعاني من الأرق، تناولي مشروب دافئ قبل الذهاب للسرير! ولكن ماذا إذا كان السبب ليس الأرق الذي نعول عليه كل شيء. لا داعي للدهشة، فهناك أسباب عديدة لعدم القدرة على النوم غير الأرق، وهي التي سأحدثك عنها اليوم…
لماذا لا أستطيع النوم ليلًا؟ إليك الإجابة
– متلازمة تململ الساقين
ظللت لسنوات أعتقد أنني لا أستطيع النوم بعمق بسبب الأرق، وكلما زرت طبيبًا لأشكو من أنني أستيقظ في الصباح وأنا مرهقة للغاية، كان يخبرني بالأشياء المعتادة، اشربي مشروب دافئ قبل النوم، ابتعدي عن هاتفك لمدة ساعة قبل الذهاب للفراش وغيرها. وأنا حقًا لا أعترض على هذه الأشياء، فهي تحسن نمط الحياة كثيرًا، ولكن ليس في حالتي. فظللت أبحث لسنوات عن السبب، إلى أن صادفت مقال يتحدث عن متلازمة تململ الساقين والتي كانت أعراضها تنطبق علي بشكل كبير. لذا بعدها بعام ذهبت لطبيب أشكو للمرة المائة من مشاكل بالنوم، وحينها بدأ بطرح أسئلة علي حول النوم وعاداتي وغيرها، حتى تبين أنني أعاني من هذه المتلازمة بعض الشيء. فأنا لا أستطيع أن تبقى ساقي ثابتة بدون تحريك، فأنا دائمة تحريك أصابع قدمي، ساقي وهكذا، وعندما أذهب للفراش أفعل الشيء ذاته، وهو ما يصرف عني التركيز في النوم.
للأسف، لا يوجد سبب لمتلازمة تململ الساقين وهي ليست خطيرة بالمرة ولكن ليس لها علاج أيضًا، ولكن في الغالب تصيب الأشخاص الذين لديهم فرصة أكبر للشعور بالقلق والتوتر. الشيء الوحيد الذي يمكن فعله حيالها هو تحسين نمط الحياة، الاعتدال في تناول الكافيين، الابتعاد عن التدخين والكحوليات، الابتعاد عن كل ما يثير القلق والتوتر.
– اضطراب ما بعد الصدمة (التروما)
هل تعلم أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب بعد الصدمة، يعانون أيضًا من مشاكل بالنوم؟ فبحسب الدراسات وعدد من متخصصي الصحة النفسية، أن الأشخاص الذين يعانون من التروما يمكن أن يعانون من عدم القدرة على النوم لأسباب متعددة، ومن بينها:
– الشعور الزائد بالحاجة إلى توخي الحذر في جميع الأوقات.
– الأفكار السلبية التي تسيطر على عقلهم وتفكيرهم.
– الكوابيس التي تتسبب في استيقاظهم مرات عدة.
وتزول مشكلة النوم بمرور الوقت، مع مداومة الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة على العلاج النفسي، والذي يحسن من صحتهم النفسية والعقلية.
______________
كيف تنام بسرعة وبعمق في 5 خطوات
______________
قد يكون هذا السبب واضح للغاية ولكننا لا نلتفت له، فمثلًا عادة نسمع شخص يقول ” لم أستطيع النوم طوال الليل من شدة آلم ظهري”، فهو لا يبالغ ولكنه بالفعل يصف حالته. فبحسب الأطباء إن الشعور بالآلم سواء العضلي، أو الصداع، أو آلام المعدة وغيرها، لا يجعل الشخص المصاب به ينام بعمق، بل يجعله يستيقظ مرات عدة بسبب عدم الشعور بالراحة.
– الحزن والسعادة!
على الرغم من أن بعض الأشخاص ينامون بعمق عندما يشعرون بالحزن وهو ما يفسره الأطباء على أنهم يهربون من مشاكلهم بالنوم، وغيرهم ينامون بعمق من شدة السعادة، إلا أن هناك عدد لا بأس به من الأشخاص لا يمكنهم النوم أثناء الشعور بالحزن الشديد أو الفرح الشديد، وهذا شيء طبيعي للغاية، ولا يعد مشكلة صحية بأي شكل.
– بعض الأدوية والعقارات الطبية
من الشائع جدًا أن تأخذ دواء يتسبب في رغبتك في النوم باستمرار، ولكن أيضًا هناك بعض الأدوية التي تتسبب في صعوبة بالنوم، مثل الأدوية التي تحتوي على الستيرويدات. فهذه الأدوية تستخدم في علاج التهاب المفاصل، الربو، بعض أمراض المناعة الذاتية، بعض الأمراض الجلدية الشائعة، تدخل ضمن بروتوكول علاج مرضى السرطان. فالأطباء يصنفونها بأنها بمثابة منشطات، لذا فهي تجعل النوم شيئًا صعبًا.
لذا إن كنت تتناولين أي من هذه الأدوية، فبرجاء مراجعة طبيبك واخباره بما تعانين حتى يقدم لك وصفة بديلة.
__________________
أعراض خلل الهرمونات : 10 علامات تنبهك بوجود خلل في الهرمونات
__________________
– التبول الليلي
هل تذهبين للتبول مرات عدة أثناء الليل؟ إذا كانت إجابتك نعم، فربما تعانين من مشكلة التبول الليلي والتي يمكن أن تصيب الجميع في أي مرحلة عمرية، ولكن تزداد نسبة الإصابة بها في عمر الـ ٦٠. وهذه الحالة تعود لعدة أسباب، مثل تناول مدرات البول كثيرًا خلال اليوم، أو تناول مزيد من الكافيين، أو بعد الولادة، أو بعد انقطاع الطمث وغيرها من الأسباب.
ولكن ما نود أن نقوله لك، هو أي كان السبب الذي يجعلك تعانين من هذه الحالة، فبرجاء التوجه لمراجعة طبيبك فورًا.
– توقف النفس أثناء النوم
هذه الحالة شائعة للغاية، ورغم ذلك لا يوجد اهتمام كافي بها. فيقول أخصائيون النوم أن هذه الحالة تتمثل في عدة أعراض مثل الشخير، اللعاب الذي يسيل أثناء النوم، اللهث أثناء النوم وغيرها، فرغم أن الشخص يكون نائم طوال الليل إلا أنه يستقيظ وهو يشعر بإرهاق شديد.
ويتم معالجة هذه الحالة عن طريق إدارة التنفس بشكل صحيح، مثل اختيار وضعية صحيحة للنوم، ممارسة تمرينات التنفس، واستخدام جهاز PAP، بخلاف الاهتمام بنمط الحياة الصحي، كالحفاظ على وزن مثالي وتناول أطعمة خفيفة صحية.
– أخيرًا، الأرق
دعونا أن نتفق أن الأرق مراحل ودرجات، فمنه:
الأرق الحاد: وهو الذي يمتد لمدة شهر أو أقل. والذي تعود أسبابه في الغالب إلى ضغوط ومشاكل أسرية، مشاكل بالعمل، التعرض لحدث مؤلم، الإجهاد وغيرها. ويمكن علاجه بتغيير نمط الحياة قليلًا، مثل تحديد موعد محدد للنوم والاستيقاظ، الابتعاد عن التفكير الزائد قبل النوم وهكذا.
الأرق المزمن: وهو الذي يعاني منه الشخص بشكل متواصل لمدة أكثر من شهر. لا يكون هناك سبب محدد وواضح للإصابة به، ولكن هناك بعض الأشياء التي تساهم في حدته، مثل الإجهاد لفترة طويلة، تناول الكحوليات، الكافيين، والتدخين. ولا يمكن للفرد علاجه بنفسه، بل يجب عليه التوجه لمتخصص بالعلاج السلوكي المعرفي، ليساعده في العلاج.
أهم أسئلتكم فيما يتعلق بالصحة والرشاقة سوف نجيبكم عليها في الحال! كل ما عليك فعله هو ترك السؤال في قسم “اسألي فستاني” ومدربي الرشاقة ومتخصصي التغذية سيجيبونكم.