إيمانًا بما تُشَكله رؤية المملكة 2030 من رسائل تحفيزية لأوساط الإذاعة والتلفزيون، وتحقيقًا لقِيَمها في صياغة التاريخ والحاضر والوجدان وتوثيق الإنجازات، جاء اختيار اتحاد إذاعات الدول العربية “أسبو” المملكة، ممثلة في هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية لتنظيم المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون؛ تعزيزًا لمكانتها الإقليمية والدولية؛ حيث ينطلق المهرجان في السابع من نوفمبر ويمتد لأربعة أيام في فندق هيلتون بالعاصمة السعودية الرياض متفردًا بتحفيز المبدعين في مجالات الإذاعة والتلفزيون وفق أعلى معايير الجودة التي تتطلبها مستحدثات ما يشهده العالم من ثورة رقمية.
ويهدف المهرجان إلى تطوير الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي، ورفع مستواه على النحو الذي يلبـي التطلعات ويرصد الاتجاهات المبتكرة والجادة في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي، ويشجعها في سبيل تنمية الطاقات الإبداعية العربية في هذا الميدان؛ حيث يشارك في المهرجان ممثلون عن الهيئات الأعضاء في الاتحاد من ذوي الاختصاص في مجالات الإخراج والإنتاج وإعداد البرامج، وممثلون عن شركات الإنتاج العربية الخاصة ووكالات الأنباء والمحطات الإذاعية والتلفزيونية الأجنبية الناطقة باللغة العربية، وكذلك ممثلون عن الشبكات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة والاتحادات الإذاعية والتلفزيونية العالمية.
وبنظرة من الماضي تستشرف المستقبل، فقد زخرت المملكة منذ قيامها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- بجهود كبيرة لمواكبة التنوير وملاحقة التطورات العالمية، وكان على رأس هذه الجهود انطلاق الإذاعة عبر أثير الموجات السعودية يوم الثلاثاء 23 رمضان 1368هـ الموافق 19 يوليو 1949م، عندما أصدر الملك عبدالعزيز مرسومًا ملكيًّا وضع فيه الإطار العام للإذاعة، وأكد ضرورة الالتزام بالمعايير الإسلامية والشرعية للمحتوى الإذاعي الذي يقدم لكل المواطنين والمقيمين وزوار البيت الحرام والمدينة المنورة.
ووفقًا لتوثيق دارة الملك عبدالعزيز -وهي دار حفظ وتوثيق رسمية للأحداث على مر العصور- فقد انطلقت أول محطة إذاعية سعودية في يوم عرفة وهو التاسع من شهر ذي الحجة 1368هـ الموافق أول أكتوبر 1949هـ، بكلمة الأمير فيصل بن عبدالعزيز، واحتوت كلمة الأمير فيصل حينذاك “تهنئة الحجاج بقدومهم في الأراضي المقدسة ودعوات بالقبول والعودة مأجورين من المناسك”.
وبعد إذاعة جدة بـ16 عامًا تقريبًا، والتي كان بثها يراوح الساعتين إلى ثلاث ساعات، بدأ البث الإذاعي من إذاعة الرياض يوم الأحد غرة رمضان عام 1384هـ الموافق 3 يناير 1965م وكان البث أربع ساعات في البداية ويزيد تدريجيًّا، ثم بدأ بث البرنامج العام والبرنامج الثاني من إذاعة جدة يوم الخميس غرة شوال 1399هـ الموافق 23 أغسطس 1965م، وكانت جملة ساعات البث في البداية ساعات قليلة لا تتجاوز 6 ساعات.
وعبر التطور والتحديث والتقنية وثورة المعلومات والأقمار الصناعية الحاملة لشارات البث الإذاعي والتلفزيوني؛ وصلت عدد الإذاعات الرسمية إلى 5 إذاعات، وقد وصلت ساعات البث الآن في إذاعة الرياض إلى 24 ساعة على كل الموجات والأقمار الصناعية لجميع أنحاء العالم، وهي إذاعة عامة رسالتها الإخبار والتثقيف والترفيه؛ فيما تتميز إذاعة جدة بالتنوع وتهتم بالشباب والأخبار والترفيه وتُبث على مدى 24 ساعة على كل الموجات.
وتُعد إذاعة القرآن الكريم واحدة من أشهر الإذاعات في العالم، وتبث تلاوات القرآن الكريم وتفسيره وأحكامه وتعليم قراءته، وتنقل المسابقات المحلية والدولية الخاصة بحفظ وتلاوة القرآن الكريم ويصل بثها إلى كافة لجميع أنحاء العالم على كل الموجات والأقمار الصناعية، وتُبث على مدى 24 ساعة للقراء من غالبية الدول العربية والإسلامية.
ويُبث راديو السعودية باللغة الإنجليزية، ويهتم بشؤون الجاليات المقيمة في المملكة، وتُوجَّه الإذاعة الدولية لدول العالم، وتُبَث على الموجات القصيرة والمتوسطة بـ8 لغات هي “الفرنسي- الأوردو- الإندونيسية- الفارسية- التركية- التركستانية- البنجالية- السواحلية”، وأخيرًا إذاعة نداء الإسلام وهي في الأصل تهدف إلى التعريف بالإسلام وتستهدف الوصول إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويبلغ مدى ساعات بث هذه الإذاعات 120 ساعة يوميًّا.
يُذكر أن قطاع الإعلام السعودي بشكل عام والإذاعي بشكل خاص يعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حقبة من الانطلاقات القوية وغير المسبوقة؛ حيث تستضيف الرياض المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون لأول مرة خـلال الفترة 7- 10 نوفمبر 2022 باستضافة كريمة من هـيـئـة الإذاعـة والتـلـفـزيـون السـعـودية، بالـتعـاون والشـراكـة بـيـن اتحاد إذاعات الدول العربية.