
ستجمع الدورة الثامنة عشرة للمهرجان 12 عرضًا مسرحيًا وطنيًا ودوليًا، باللغتين العربية والفرنسية، ستقدم على أربعة مسارح كبرى في الدار البيضاء.
سيكرّم المغرب تونس التي تزخر مشهدها المسرحي بالإبداع والذاكرة الجماعية والالتزام الفني.
يفتح المهرجان آفاقا جديدة هذا العام من خلال تقديم مؤتمرات رفيعة المستوى ودورات احترافية لتشجيع المواهب الصاعدة وتحفيز التفكير الفني المعاصر.
12 عرضاً على مسارح الدار البيضاء الشهيرة
سيضم برنامج 2025 12 عرضًا وطنيًا ودوليًا اختارتها اللجنة الفنية للمهرجان بعناية، بما في ذلك العديد من العروض التي تم رصدها في مهرجان أفينيون الأخير وجولة قرطاج المسرحية.ستُقام العروض في أربعة أماكن رئيسية في المدينة: استوديو الفنون الحية، ومسرح محمد السادس، والمجمع الثقافي أنفا، ومسرح محمد زفزاف.
تونس في دائرة الضوء: الذاكرة والنقل والإبداع
تحتل تونس، بصفتها ضيف الشرف، مكانة مركزية في برنامج 2025. سيتم تكريم مسرحها، الذي يتميز بالجرأة الشكلية والكلمات الشعرية والالتزام العميق بالواقع الاجتماعي، من خلال العديد من العروض والمشاركة الفعالة للفنانين التونسيين في المؤتمرات والتبادلات المهنية.
يشيد هذا الاختيار بحيوية المسرح التونسي ودوره الرائد على مسرح شمال أفريقيا. كما أنه يرمز إلى طموح المهرجان في تعزيز الروابط بين الفنانين من المغرب العربي بروح المشاركة والتذكر وإعادة الابتكار.
ستحدد المقطوعة الافتتاحية ”رقصة سيليست“، وهي من إبداع تونسي راقٍ، نغمة المهرجان لهذا العام، والتي ستركز على تعدد الأشكال واللغات والقصص.
ثلاثة تكريمات لشخصيات بارزة في المسرح المغاربي
ستكون هذه الدورة أيضاً فرصة لتكريم ثلاث شخصيات رئيسية في عالم المسرح:
منى نور الدين، وهي ممثلة تونسية رمزية وأيقونة حقيقية للمسرح العربي، وقد امتدت مسيرتها الفنية على مدى التغيرات الكبرى في مسرح شمال أفريقيا.
الهاشمي بنعمر، ممثل مغربي وركيزة من ركائز المسرح الجامعي، وأستاذ ومهندس نقل المعرفة المسرحية في المغرب.
سعاد خويي، ممثلة مغربية رائدة تركت بحسها الفني والتزامها بصماتها على العديد من الإنتاجات على مر العقود.
المؤتمرات والدروس الرئيسية: مساحة للتفكير والتواصل
في عام 2025، يوسّع المهرجان برنامجه ليشمل مؤتمرين رئيسيين وبرنامجاً جديداً من دروس الماجستير التي تستهدف الفنانين الشباب.
سيحضر هذه المؤتمرات مخرجون وممثلون وكتاب مسرحيون وشعراء وأكاديميون حول موضوعين:
”نظرات متقاطعة حول المسرح المغاربي”، وهو عبارة عن نقاش بين صناع المسرح من المغرب وتونس حول التحديات الجمالية والاجتماعية والسياسية التي تواجه المسرح اليوم.
”المسرح الملتزم والشعر الفلسطيني: أصوات المقاومة والإنسانية”، وهو لقاء بين فنانين ومثقفين حول دور الفن كذاكرة ومقاومة وتعبير عن الهوية الجماعية، مع التركيز بشكل خاص على فلسطين.
في الوقت نفسه، سيتم تقديم ثلاثة دروس احترافية للممثلين والكتاب والمخرجين الشباب في طور التكوين. ستركز هذه الدورات التي سيقودها فنانون مغاربة وأجانب معروفون على التمثيل والإخراج والكتابة المسرحية المعاصرة.
والهدف من ذلك هو تشجيع ظهور جيل جديد من الفنانين، وخلق حوار بين الأجيال، وتمرير أدوات المسرح الحي والنقدي والإبداعي.
وقال نور الدين عيوش، رئيس مجلس إدارة مؤسسة فنون وثقافة الحياة:
”هذا المهرجان هو أحد أعمق التعبيرات عن التزامنا الثقافي. ونحن إذ نحتفل بالذكرى العشرين لتأسيس المؤسسة، نحيي مسيرة من الإرسال والشغف والاقتناع: الاقتناع بأن المسرح قادر على تغيير عقول الناس، وفتح سبل الحوار وزرع بذور الحرية. بالنسبة لنا، المسرح هو مكان للإصغاء، والعاطفة والتحول الاجتماعي.
وأوضح عادل مديح، مدير مهرجان المسرح والثقافات الدولي:
”لقد أصبح المهرجان مساحة للتجارب المشتركة بين الفنانين والجمهور. إن دورة هذا العام، التي تركز على تونس والفنانين الشباب، هي شهادة على رغبتنا في تعزيز الحوار بين مسارح الجنوب، وفتح مسارات إبداعية وبناء ثقافة مسرحية متجذرة في عصرنا“.
من 14 إلى 24 مايو 2025، ستعيش الدار البيضاء على إيقاع المسرح والكلمات والجسد والذاكرة. يدعوكم مهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح إلى عشرة أيام من الفورة الفنية والاكتشافات واللقاءات.