ويستمر مسلسل الاغتصاب بالمغرب

حسن الحداد ” ابو ياسر “

من طبعي ومن عادتي ان لا اتكلم ولا اناقش القضايا التي تكون معروضة على القضاء ، هذه قناعتي منذ زمن بعيد ، طبعا هذا الاختيار لا يمنعني من تتبع بعض القضايا التي تكون محط اهتمام  كي أستطيع تحديد موقفي النهائي منها .
اليوم تناقلت وسائل الاعلام و مواقع التواصل الاجتماعي  خبر تمتيع المواطن الكويتي المتهم بإغتصاب الطفلة بالسراح المؤقت ، دون إغلاق الحدود في وجهه مما سهل عملية مغادرته للمغرب مخلفا ورائه تذمر وغضب شعب بأكمله ، بالمقابل هناك استاذ متهم بضرب تلميذة رفضت المحكمة طيلة اشواط التقاضي طلب دفاعه بتمتيعه بالسراح المؤقت رغم وجود ضمانات الحضور ، إذا قمنا بقارنة بسيطة بين جريمة الاستاذ والمواطن الكويتي . لا شك ان تهمة الاغتصاب وهتك عرض قاصر تبعاتها خطيرة للغاية على نفسية الضحية وربما يترتب عنها إغتصاب أبدي لمستقبل  المغتصب ،  وهناك دراسات وشهادات عديدة اكدت أن جراح الاغتصاب يرافق المغتصب طيلة حياته ،  مما يعني أن القعاب بالضرورة يجب ان يكون بنفس الحدة واكثر
ضرب الاستاذ للتلميذة ، من منا لا يتذكر الطريقة الخشنة والعنيفة التي عوملنا بها من طرف بعض اساتذتنا وخصوصا تلاميذ جيل بداية السبعينات ونهايتها ، إذ كان رفع القدمين فوق الطاولة أو ما يعرف ب” التحميلة ” هي العادة السائدة والعقاب المتعارف عليه كلما قصر احدنا في واجباته الدراسية وفي بعض الاحيان حتى الاخلاقية ، وهناك من إستمرت معه ليومنا هذا بعض الخدوش الناتجة عن ضرب الاستاذ كما لازالت ترافقنا ذكريات ” التحميلة ” دون ان نحس بالنقص او الحكرة ، والاجمل ما في الامر . تجمعنا صداقة وعلاقة قوية مع اساتذتنا.
اذا سلمنا ان المتهمين تابث في حقهما التهم الموجهة اليهما ، فمن منهم يا ترى يستحق ان يتمتع بظروف التخفيف هل الاستاذ الذي يغيب عن فعله السبق والترصد ويمكن ان تدرج قضيتة في خانة الاخطاء المهنية التي يمكن ان يعاقب عليها عن طريق السلم الاداري الخاص بالاستاذ
 الذي ينفي التهمة الموجهة إليه وظل متشبت ببراءته  ولكن كان للمحكمة الموقرة رأي اخر وهو أن الاستاذ لا يستحق أن يتمنع لا بالسراح المؤقت ولا بظروف التخفيف وقررت متابعته في حالة اعتقال إلى يوم النطق بالحكم عليه . مواطن كويتي ارتكب جريمة  تهتز لها الانسانية . عرض ملفه على القضاء وفي نفس اليوم يحصل على السراح المؤقت  دون إغلاق الحدود في وجهه . مما سمح له بمغادرة المغرب تاركا ورائه جروج نفسية لن تنسى مدى الحياة بالنسبة للطفلة . لن اخوض في تفاصيل القضية من الناحية القانونية فهذا شأن اهل الاختصاص لكن من الناحية الانسانية ألا يستحق هذا الفعل التشدد مع صاحبه خصوصا وان هناك اخبار تؤكد ان المتهم الكويتي إعترف بجرمه . الم يكن هذا الاعتراف كافي بالنسبة للمحكمة لكي تضرب بأيدي من حديد على مواطن كويتي اباح عرض طفلة قاصر لا تعي ما هي سوف تقدم عليه  
القضاء المغربي مرة اخرى يتخلف عن الموعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى