نفس العيد يُعاد …

العيد عبارة عن صورة جماعية متمسّكة ومحافظة بشدة على مكانها الطبيعي في أهم جدران المنزل ،
متمسكة بشدة رغم العوامل المساهمة في إزالتها ، رغم الخطابات الداعيّة لعكس ذلك ،رغم هزالة الجسد الذي يبدو في مرات كأنه بدون روح ،لكنّها تملك كمية مهمّة من الوقار ،
هذه الصورة هي القلب النابض والمحركّ الأساسي ،
هي الانتماء والهويّة العائلية التي نعمل جميعا للحفاظ عليها منذ الأزل ،
هي التقاليد والتّي يتم من خلالها تمرير كل ما هو ثرات عائلي من جيل لآخر .
يوم مميز ،عنوانه التواصل والتّرابط العائلي وتقوية العلاقات بين الأجيال بكل اختلافاتها .
هو عيد يعيد نفسه ؛ لباس أنيق وعطر يفوح ويغلب على رائحة الأكل الّتي توقظك من نومك باكرا ،
طقوس عظيمة تتكرّر بنفس العظمة كل سنة ،تُقبِّل رأس هذا ،تستمتع برائحة كفّ أخرى ،وضجيجٌ يُشعرك بكل أنواع الحب ،
لكنه لا يعود بنفس الأشخاص ؛
تصبح غير واضحة هذه الصورة لإختفاء أحدهم منها، بعدما كان أحد أبرز الشخصيات هناك ،
يختفي من الصورة الجماعية ،لتبدو ناقصة غير مكتملة،بألوان باهتة ،
نشعر للحظةٍ أنه بروطوكول لا غير ،مائدة فارغة رغم كل ذاك الازدحام فوقها ،وجبة باردة ،ضحكة غائبة
وأطعمة بدون مذاق ،ذكرى ذاك الشخص تعود بنا خطوات للوراء إلى تلك السنين التي مضت،نُحاول التجاوز ،تختلط المشاعر ،نشعر بالفراغ رغم الضجيج والالتفاف نحو المائدة ،
هذه الذكرى تعيدنا لمكاننا مرة أخرى ،تُجبرنا على التجاوز ،التّنفس ببطء ،التركيز ،والإنشغال بالضجيج الذي كان يبدو صامتا قبل لحظات .
شيب أنار المكان ،تجاعيد وتفاصيل نحثها الزمن زينت الصورة ،
براءة طفل ،ضحكة لامعة ،ثرثرة نساء ألغت سباق الزمن
ولمّة عائلة يُحمد الله عليها،
أشياء كهذه تجعلنا نشعر بالإمتنان لوجود يوم كهذا فخورين بطقوس عالمنا ،والفخر الكبير بإنتماءنا واعتناقنا لدين يحثّ على كل شيء يقوي روابط المحبة والأخوة بين أفراد العائلة ،ويحيي الصلة بينهم .
يوم مُقدس ،يفرض نفسه وسط أيام لا تُعد ولا تُحصى ،يسافر بنا لعالم نصبح فيه أكثر الأشخاص تسامحا ،نؤمن بضرورة هذا ونعمل جاهدين لننسى كل شيء يعكر جوّنا ،نعيد ترتيب صفحاتنا.
هذا العالم يَغلب عليه لون المحبة والصفاء ،
للشاي رائحة عجيبة ،وللكعك مذاق آخر ،
ولما لا وأيادي أمهاتنا من أبدعت في صنعه ،وجعلت الحب أهم مكوناته ،
ونجد أنفسنا الضائعة بين مشاغل الحياة ومغرياتها ،تلك النفس المرتبطة بالعائلة برباط وثيق ،
ونعود لمكاننا الطبيعي بعدما جرفتنا أمواج الحياة إلى حيث لا نعلم ،نعود للمكان المعلوم الذي نعرفه ويعرفنا ،نتجاوز الحدود ونُكسر الحواجز
نحتضن دون خجل ،نعبر عن اشتياقنا لهم دون كلمات ،
نعطي من المحبة ونحب دون تردد ،دون تفكير في ردود الأفعال و المقابل .
صحيح أننا فقدنا نشوة العيد ،ونعتبره الآن من الأشياء التي لم تعد تناسب أعمارنا ،كأنه تغير
ولكن الحقيقة أن العيد لم يتغير ،نحن من تغيرت زاوية رؤيتنا للأشياء ،
اختفت نظرتنا البسيطة له والتي كنا نختزلها في ملابس جديدة ،أكل ما لذّ وطاب ،وزيارات الأقارب .
العيد يعيد نفسه، لنعد نحن لفترتنا الجميلة ،
نؤجل كل ما يشغلنا ونتصل بطاقة الحب والسعادة التي يخلقها هذا اليوم ،نخلق لنا طقوسا وعادات خاصة بنا ،تجعلنا نشعر بنشوة العيد من جديد ،نسرق اللحظات الجميلة ونستمتع بأهم تفاصيلها،
نستشعر طعم الانتماء وعمقه .
العيد نعمة عظيمة ،طاعة لله ،وتضحية في سبيله
حقٌّ لنا ان نحتفل به وان لا نقتل الفرح به ولا نغفل أي طقس من طقوسه ، في سبيل تعظيم شعائر الله ،
فكل عام ونحن بألف خير ،والى الله أقرب ،
كل عام وأعيادنا افراح، مسرات وأثواب سعادة تناسبنا .

 

==============================

زوروا «موقع رائدات»
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زورونا «إنستغرام رائدات»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك رائدات»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «يوتوب» «قناة رائدات»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى