آلية التعايش السلمي بين الكورد وجيرانهم
الباحث : سردار سنجاري
الجزء الأول
كان التعايش السلمي نظرية تم تطويرها وتطبيقها من قبل الاتحاد السوفيتي في نقاط مختلفة خلال الحرب الباردة في سياق سياسته الخارجية الماركسية اللينينية ظاهريًا وتبنتها “الدول الاشتراكية” المتأثرة بالسوفييت والتي يمكن أن تتعايش سلمياً مع الكتلة الرأسمالية. . كان هذا على النقيض من مبدأ التناقض العدائي القائل بأن الشيوعية والرأسمالية لا يمكن أن يتعايشا بسلام.
التعايش السلمي من المصطلحات السياسية التي بحثت العلاقات الدولية التي تسعى الى ايجاد الحلول السلمية في التعامل مع التعددية الدينية والعرقية والمذهبية . ولقد كانت ساحة الشرق الأوسط منذ فجر التاربخ الى يومنا هذا اهم الساحات التي انطلقت من خلالها حضارات البشرية وتطورت الى ان أصبحت اكثر منطقة تعقيدا من حيث التركيب الديني والعرقي في العالم . وإذا ما بحثنا في تاريخ الأمم والشعوب التي عاشت على ارض ما بين النهرين وبلاد الشام وضفاف النيل نجد انه كانت العديد من الحضارات التي تبنت فكرة التوسع والاحتلال وإخضاع العديد من الشعوب تحت سيطرة القوي . ما عدا الحضارة الفرعونية التي التزمت بمقياس ما على الحفاظ على موقعها وعدم التعدي على دول الجوار وهذا ما جعل الحضارة الفرعونية رغم قوتها وسيطرتها على العديد من منافذ التجارة والسياسة في العالم ان تكون حضارة محلية اهتمت في بناء موقعها ( مصر ) وانتعاش اقتصادها والالتزام بمواثيق دولية بينها وبين الحضارات التي وجدت في عصرها . اما لو نظرنا الى الحضارة الفارسية فانها كانت دوما تسعى الى اخضاع الشعوب المجاورة لها تحت هيمنتها وسيطرتها مما جعلها امبراطورية عظيمة في حينها وخضعت لها العديد من الدول المجاورة . وكذلك الحضارة الفينيقية التي اتسمت بالتوسع الشامل وكانت من اعظم الحضارات في تلك الحقبة الزمنية . وفي العصور الوسطى وجدت حضارات جديدة اتسمت بالبطش والقوى وكان هدفها هو اخضاع العالم تحت سيطرتها كالمغول والتتار الذين استطاعوا إنهاء العديد من الإمبراطوريات القوية في زمنهم . ومن هنا نستطيع ان نكون فكرة موجزة عن الحضارات والشعوب التي خضعت لها المناطق الكوردية عبر التاريخ . وكيفية التعامل مع تلك الشعوب وكيفية ايجاد السبل والآليات الواقعية للتعايش السلمي . يتبع