حوار القاصة السودانية اقبال صالح بانقا

الخيال مكمل لجمال ودسامة النص ليجعله قابل للتلقى
كاتبة تنقب فى محيط واقعها لتجلى صور وحكايات مجتمعها الزاخر بالقضايا الاجتماعية التى تحتاج الى الكتابة فجاءة اعماله بعنواين من عمق الناس كامهر الحرية والدرويش وزمن الزيف والرياء وشجيرات المانجو ومجموعة رحى بلاطحين وبت الهوسه
النص لا ينبع من الفراغ فما علاقة نصك بالواقع .؟
عادة الواقع هو الأصل الذي يستمد منه الكاتب أساس وقواعد النص أما الخيال فهو مكمل لجمال وجسامة النص وشحنه وشحذه برؤى تجعله قابلا للتلقي وتحفيز القارئ للنهل منه والاستحواذ على مخيلته واستلابها كذلك تأتي اللغة وجمالياتها وتشكيلها وتلونها وتزخرفها كل ذلك بما يمتلك الكاتب من ملكة إلهية وعلم وخلفية ثقافية وبراعة وفن وتميز وقبول تجعل النص يتهافت الكل عليه وينال الحظوة وقد ينال جوائز تكرم صاحبه وتكريم بلده فيه .
القصة إلى أي مدى يمكن أن تكون ذات صلة بالواقع الشخصي لكاتبه وبسيرته الذاتية .؟
ليست بالضرورة أن تكن القصة لها علاقة بواقع الكاتب أو سيرته الذاتية فالكتاب المتمرس يستطيع أن يسطر تاريخ وحياة أفراد ويمتلك نواصيها حسب براعته في السرد والحكي وهو اقدر على ذلك ويمكنه أيضا ان يخط حياته هو ويسردها ويصيغها في شكل قصة او رواية وقد يكون عامدا او عبر رمز او رموز وتلك أشكال من النصوص المتنوعة يمتلك الكاتب القادر التنقل عبرها ويجيد التنقل بينها .
يقال ان كتابة المراة تعمل على تذويب اناها الفردية فى اناها الكاتبة .؟
النص يحكم السياق فقد يظهر انا الكاتبه وقد يخفيها لكن قد لا تختفي الأنا كليا ويظل النص مهما ذابت الأنا فيه يظل دالا على كاتبه من الاسلوب والتميز وغير ذلك من أدوات كثيرة تدل وتشير عليه .
رواية بنات الهوسا هل هى رواية واقعية حاولت فيها تسليط الضوء ام ماذا . ؟
قد تكون كذلك ورغم غرابة الأحداث وتميزها الا انها واردة الحدوث ومتداولة عبر الأزمان ويذخر بها واقعنا باي شكل من الأشكال الواردة في النص ويظل تسليط الضوء على ذلك النوع من الأحداث والقصص والروايات وارد ومتوال ما قامت الحياة وبقيت في محيطنا المحلي وبنفس السياق حتى لو اختلفت تلك الحياة أو تطورت لأن مجتمعنا زاخر بالتنوع القبلي والعرقي الذي يفرض على واقعه الشد والجذب والتنوع في ذلك والابهار
على ماذا يقوم مشروعك الكتابى وهل الكتابة قادرة على تغير الواقع
الكتابة لدي فرض وواجب لا يتخلى عني ولا يدعني ولا يتركني ان ادعه ولا أدعه تحت أي ظرف او مسمى
هي فرض والج روحي أمتلك أدواته ومقدراته في سهوله ويسر ولا أدعيه بل قيادته ميسرة لي بشكل والحمد لله يبهرني لأنها ملك يدي وحواسي مهيئة له بوحي او ملكة الهية استثنتني وطوع يدي.
والكتابة مشروع مُعلن عن نفسه دون تحيز أو محاباة فهو عادة موظف أو مهيأ ليصب في منابع الخير والنماء والإصلاح ولو انحرف عن ذلك فلا يكتب له الاستمرار أو أي دور
أما مسألة دور الكتابة في تغيير الواقع فلا بد وبلا شك ولله المثل الأعلى ما أنزل الله الكتب آلا لتغيير واقع بني البشر وإيمانهم به واستخلافهم في الأرض وتعميرها
والكتابة والمكتوب اسما وأول أدوات التخاطب مع الإنسان لتغيير حياته أو حاله أو مزاجه حتى.
فهي أداة فعالة في أحداث التغيير للأفضل أو الأسوأ أو تغيير الميول والمفاهيم والتحزب أو غير ذلك الكثير وهي قد تحقق للكاتب المجد والسؤدد مثل ما عبر عن ذلك أحد الكتاب قائلا:
إن تكتب قصة أو رواية ويقرؤها أحد ما في بلد ما ويجد نفسه في سطر أو سطرين فيها فذلك هو المجد.
فهنئي للكاتب الذي يتحقق له المجد من خلال ما يسطر من نصوص ويجد أغلب الناس أنفسهم فيها.
تسلمي أشكرك على تميز الأسئلة التي دفعتني بسلاسة لأجيب عليها.