تحتاج تربية الأطفال إلى مجموعة من العوامل لتنجح ولتؤتي ثمارها، فالحزم والتساهل الشديدان قد يفسدان تربية الأبناء في كثير من الحالات، لذا وكسائر الأمور، فإن الإعتدال وتحقيق التوازن هما الأصل فلا حزم شديد ولا تساهل.
الأم الشريرة والأم الطيبة
الأم الشريرة هي الأم التي تملك شخصية قوية، شديدة الحزم، الصرامة والشدة طبعها في تربية الأبناء، تتحكم في مشاعرها لتحقيق أهدافها ولتمسك بزمام الأمور.
أما الأم الطيبة
هي أم حنون بالقدر الذي يدمر الأبناء، فهي لا تملك إلا العاطفة والتساهل في تربية الأبناء، فتكون النتيجة خلق أبناء مدللين متّكلين على غيرهم فهي تضرهم ولا تنفعهم.
أيهما الأفضل.. الأم الشريرة أم الطيبة
إستنادا إلى رأي الخبراء والمتخصصين فكلتاهما لا ترقى لتكون أفضل من الآخرى، فالأم شديدة الحزم قد تنجح في بعض الأمور كخلق نظام للبيت والأبناء ونجاحهم في الدراسة إلا أن الأخفاق في أمور أخرى قد يسبب مشاكل نفسية للطفل، فهذه الأم تغلب عليها القسوة في قرارتها وتعاملاتها والطفل يحتاج إلى قدر معين من الحنان لينشأ نشأة سوية نفسيا، خاصة وأن الطفل في الصغر لا يمكنه تفسير سر معاملة الأم له بهذه الطريقة، ولن يخطر بباله أبدا أنها تخفي مشاعرها لتخلق منه رجلا قويا وناجحا، كما أنه وفي كثير من الحالات تعجز الأم الشريرة عن تكوين صداقات مع الأبناء، كما أن الخوف منها قد يضطرهم إلى الكذب أو أمور سلبية عديدة.
كما أن الأم الطيبة التي تتساهل وتدلل تضر الأبناء ولا تنفعهم، فتخلق للمجتمع أبناء ضعاف الشخصية غير قادرين على تحمل المسؤولية، كما أنها تضر نفسها أيضا لأنها ستشعر بالذنب تجاههم لاحقا في المستقبل، وسيمثلون عبئا كبيرا عليها في الوقت الذي تحتاج فيه إلى أبناء أقوياء ليكونوا سندا لها عند الكبر.
إذا فمن هي الأم الأفضل؟
الأم الأفضل هي تلك الأم التي تجمع بين مزايا الأم الشريرة ومزايا الأم الطيبة، هي الأم الذكية التي تستطتيع أن تفرض شخصيتها في التربية والتي تستطيع أن تميز متى تظهر الشدة ومتى تظهر اللين متى تقسو ومتى تحنو، هي التي لا تخسر صداقة الأبناء بالقسوة والصرامة بل تقربهم منها بالحب والإحتواء.
هي أم تعرف كيف تحسن التصرف مع الأبناء في المواقف الصعبة ومتى تلجأ للمختصين لإبداء المشورة، تجدها حريصة على التعرف على أفضل أساليب تربية الطفل لتعرف متى تقول للطفل نعم أولا.
فكوني عزيزتي الأم قوية وحنونة في نفس الوقت ولا تنسي أبدا أن إحتضان طفلك بمحبة ودفء يختصر كل أساليب التربية، ولكن إياك والتدليل فالتدليل يفسد الأبناء ويهلك الآباء.