الكاتبة سارة البوفي
أنت كاتب! أنت صانع! كما أحد يعالج الخشب أو الحديد، أنت تعالج الكلمات، شخوصك ، حالاتك، أفكارك ، هي بمثابة مرايا لروح حياة متحيرة، بمثابة إشارات ،بمثابة إستغاتات، بمثابة صرخات ضد الظلم والإستغلال،ضد الكراهية والبؤس، ضد الضجر، ضد العنصرية والموت، بمثابة شموس ضد الظلمة.”
راقت لي كلمات وتشبيهات التى وضفها عبد الحق سرحان في مقاله الأدبي، مما جعلني أكتب عن الكتابة بإعتبارها تصنع الفارق بين هذا الكاتب وذاك، وهي المحك المباشر لقوة الكاتب وضعفه، وهي الميزان الذي نضع فيه الكاتب على إحدى كفتيه كي نقيس مدى نجاحه وقوته في إستخدام لغة وأسلوب رائع لايمل القارئ من قراءة جمله وسطوره.
ومرحلة التأليف من وجهة نظري الخاصة هي من أصعب المراحل التى يمر بها الكاتب، وهي المطبخ الأول والخطوة الأصعب،حيت يجب أن يتزامن إختيار الجميل الجداب مع تحريره وكتابته بأسلوب شائق ماتع، فمتى ما إجتمع هذان العنصران خرج كتابا جميلا تتحدث عنه الألسن.
ومن خلال متابعتي لكثير من الإصدارات الأدبية منها خاصة، أجد أن القليل ممن يوفق بالجمع بين هذين العنصرين المهمين ، فإما تجد أن أسلوب الكاتب رائع ومشوق، بينما الفكرة التى إختارها للكتابة ضعيفة لا ترقى إلى قوة أسلوبه، أو أن الفكرة جهنمية لكن قتلها أسلوب الكاتب، وكم وقفنا عند إصدار لكاتب مشهور قائلين كم هو رائع أسلوبه، عذبه، لغته، لكنه إلى الآن لم يوفق في فكرة رائعة تتوج هذا الإبداع، وكم قلنا أيضا كم هي رائعة هذه الفكرة، لكنها تحتاج إلى قلم مبدع كي يخرجها بطريقة أجمل، وقليل جدا عندما نقول أبدع الكاتب موضوعا وكتابة.
وقد يتشابه أسلوب كاتب مع أخر في وصف مكان أو شخصية لكنهما سيختلفان في وصف العواطف والمشاعر والأحاسيس عند الحب والخيانة والموت والحياة .
خلاصة الكلام أن الأسلوب الناجح هو الذي يقدم الحقائق التي تود أن تقصها يتأتير وإقناع أكبر، كما أن أسلوب الجيد لا يعني إستخدام الكلمات غير الشائعة، ولكنه إستخدام الكلمات العادية بطريقة غير شائعة.