
خلق مشروع فتح محل لبيع المشروبات الكحولية الحدث، مع مطلع السنة الجديدة 2024، بمدينة الجديدة، للعديد من المتتبعين، وهم يرددون “أش خاص البريجة الحبيبة…تكشيطة أسيدي، لترقص على مواجعها وبؤسها”.
هنا يتساءل العديد من المتبعين للشأن المحلي بالمدينة، هل هذه الأخيرة، في حاجة إلى مثل هذه الحوانيت، للركوب على شماعة التنمية المزيفة، علما أن هناك استياء عام، على الوضعية التي آلت إليها المدينة على شتى المستويات، علما ان لها مؤهلات اقتصادية وفلاحية وتاريخية عريقة؟.
العارفين بخبايا “البريجة”، يتحدثون بكثير من الاستغراب والعجب، كيف لهذا المحل أن يفتح الباب بالقرب من مركز للاستقبال لمؤسسة عكسرية، وهو ما قد يتنافى مع المسطرة الإدارية الخاصة بأماكن حق الاستغلال لمثل هذه المحلات.
في هذا الاطار، يوضح القرار، الصادر في الجريدة الرسمية عدد 2856 بتاريخ 26/07/ 1967 الصفحة 1658، الباب الثاني الفصل الرابع، انه “يمنع بصرف النظر عن الحقوق المكتسبة استغلال مكان لبيع المشروبات بجوار الأماكن الدينية أو المقابر أو المؤسسات العسكرية أو الاستشفائية أو المدرسية وفي بنايات للأوقاف وبصفة عامة بالقرب من كل مكان تجب فيه مراعاة الحشمة والوقار، ويحدد أدنى المسافة الواجب اعتبارها في هذه الحالات بقرار تصدره السلطة الإدارية المحلية”.
ويتساءل المتتبعون، هل من المعقول فتح هذا المحل بالقرب من هذا الفضاء، استنادا الى قرار الاستغلال، وان كان ما يتردد غير صحيح، فليفتون، وليأتون للمتتبعين بنبأ عظيم، ان كانوا صادقين، وكيف تم الاجتهاد، لمنح رخصة الاستغلال، وهل هي قانونية؟، وذات أحقية، راعت الوقار والحشمة وحافظت على كرامة الفضاء، ومن يرتاده؟؟.
أسئلة كثيرة تؤرق بال الراي العام المحلي بالمدينة، الذي تعب من شكواه لما آلت اليه الكثير من الخدمات في المدنية، التي اصبحت متردية، متطلعا الى آفاق رحبة، تستفيد من خيرات المدينة والمنطقة لإقامة استثمارات مهمة تعود على الساكنة والشباب بالخير والسعادة.
يحدث هذا في الجديدة، فيما الضواحي، وبالضبط في دوار الرواحلة بزاوية سيدي إسماعيل، تعيش ساكنة المنطقة، هي الأخرى، ويلات رغبة احد الاشخاص فتح محل لبيع الخمور، بالقرب من مسجد دون حشمة ووقار، وفي حي آهل بالسكان، وكأن المنطقة كتب لها ان تستبشر بمشاريع، تصيب بالدوار والهذيان، بدلا من مشاريع تنموية حقيقية اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية تصنع جيلا متميزا للمستقبل، لا أن تدوخه وترميه الى قعر الرذيلة والإفلاس والانحطاط، والهلاك.