نجاة الماجد- السعودية
عزيزي القارىء عندما أقول لك
كن ذئبا فلا أقصد بها هنا المثل القائل (إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب) وإنما أقصد المقولة الشعبية المتداولة عند العامة (خليك ذيب
والتي كثيرا ماتتردد على أسماعنا على سبيل النصح والتوجيه خاصة فيما يتعلق بسلوم وعلوم القبائل العربية الأصيلة.
وقد يسأل أحدهم لماذا الذئب تحديدا رغم كونه من فصيلة الحيوانات
ولماذا تم اختياره دون الأسد والنمر والفهد وبماذا تميز عنهم . وحتى أكشف السر وراء هذه المكانة التي يحظى بها الذئب عند العرب فقد لجأت لسؤال عدد من كبار السن وقمت بالبحث والتقصي حول الموضوع
فأتضحت لي عدة مزايا أهلته لذلك ومنها أن الذﺋﺐ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺠﻴﻔﺔ مثل سائر الحيوانات ، لكونه ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﻭﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ، كذلك فإنه ﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺬئاب ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻡ ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ ﺃﻭ ﺃﺧﺘﻪ ﻛﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ والذئب يتميز كذلك بالوفاء النادر فهو وفي لزوجته ولايتزوج إلا من ذئبة واحدة فقط مدى الحياة فضلا عن أنه لايخونها ، وﻛﺬﻟﻚ الحال بالنسبة لﻷﻧﺜﻰ
وفي حال موت أحد الزوجين يقام حداد له لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وقد تستمر سنة كاملة تصاحبها حالات انتحار وقليلا ما يبقى أحد الزوجين على قيد الحياة.
وتجدر الإشاره إلى أنه عندما يرغب الذئب أو الذئبة في التزاوج يجب عليهما ترك القطيع والبحث عن قرين من قطيع آخر وتحديد منطقة خاصة بهما وإنشاء عائلتهما الخاصة بها إذ لا يقبل الأبوان بوجود حالة تزاوج ثانية داخل القطيع ويعتبرانها مزاحمة لهما
وثمة صفة عظيمة كذلك يتميز بها الذئب فهو يُلقب بالإبن البار لأنه الحيوان الوحيد الذي يبر والديه بعد وصولهما لمرحلة الشيخوخة وعدم القدرة على مجاراة القطيع في الصيد فيبقى الأبوان في الوكر ويصطاد لهما الأبناء ويطعمونهما. كذلك يتمتع الذئب بحدة النظر وبالشجاعة فهو الحيوان الوحيد الذي يستطيع قتل الجن بعد أن تتمكن عيناه الحادتان من رصدها
لذا وبناء على ماذكر فلا عجب عندما تطلق العرب لقب الذئب على أحدهم فهم يأملون به أن يحمل صفات الذئب من شجاعة ووفاء وتنزه عن السفاسف وعزة نفس وبر بالوالدين
فسبحان الخالق العظيم الذي منح الذئب هذه الصفات المميزة له عن غيره من الحيوانات والتي جعلته أهلا للإقتداء به في قولهم ( خليك ذيب)