
محمد سعيد الأندلسي
في لحظة صدق عبر اتصال هاتفي، طمأنتنا الشاعرة والأستاذة سعاد خزرون على وضعها الصحي، مؤكدة أنها تتماثل للشفاء بعد رحلة صعبة مع المرض. كلماتها جاءت قوية، مشبعة بالأمل والعزيمة، كما عهدها جمهورها ومحبّو شعرها.
ورغم ما مرت به من آلام ومعاناة، لم تفقد سعاد خزرون شغفها بالإبداع، بل وجدت في الكتابة ملاذها الأجمل وعلاجها الأصدق. إذ واصلت، بإصرار نادر، نسج قصائد جديدة تحمل بين حروفها وجع التجربة ووهج الأمل، موجهة رسائل صادقة لكل من يمرون بلحظات ضعف أو انكسار. قصائدها الأخيرة تميزت بصدق الإحساس، وعمق المعاني، وانفتاحها على عوالم الألم كقوة خفية تدفع الإنسان إلى مقاومة اليأس.
وقد كشفت الشاعرة أنها تعمل حالياً على إعداد ديوان شعري جديد، تسرد من خلاله تفاصيل تجربتها مع المرض، وكيف استطاعت، بإرادة لا تلين، أن تواجه الظروف القاسية، وتحول المحنة إلى منبع للإلهام. الديوان، كما أوضحت، سيكون بمثابة شهادة إنسانية وشعرية، ترصد مسارها مع الألم والشفاء، وتُقدِّم عبر قصائد نابضة الحياة دروسًا في الصبر والتحدي والانتصار.
سعاد خزرون، التي عرفها جمهور الشعر بصوتها الحساس وأسلوبها الراقي، تؤكد اليوم أن الكلمة الصادقة قادرة على مداواة الجراح، وأن الشعر ليس ترفاً أدبياً، بل هو فعل حياة ومقاومة. فهي ترى أن الإبداع، حين يولد من رحم المعاناة، يكون أكثر نقاءً وأشد تأثيراً.
وفي حديثها، وجهت الشاعرة رسالة شكر وامتنان لكل من سأل عنها ودعا لها بالشفاء، مشيرة إلى أن المحبة والدعم اللذين حظيت بهما كانا سنداً معنوياً كبيراً ساعداها على تخطي المحنة. كما وعدت جمهورها بلقاء قريب، مع قصائد جديدة تحمل رائحة الحياة وإيقاع الصبر وروح الانتصار.
بهذه الروح العالية والإصرار المضيء، تواصل سعاد خزرون مسيرتها الشعرية، مؤكدة مرة أخرى أن الكبار لا تهزمهم العواصف، بل تزيدهم وهجاً وتألقاً.