الصيام… كسرٌ لأغلال الماديات لفتح أبواب الروحانيات

فردوس العلمي

شهر رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو رحلة روحية نلتقي فيها بذواتنا في صفاء ونقاء بحثًا عن الحقيقة. صحيح أننا نعيش هذه الرحلة كل عام، لكنها تظل دائمًا جديدة بفرصها وبركاتها.
فهو دعوة للارتقاء بالروح، وصقل النفس، وترويضها، وتربيتها على طاعة الله وتحريرها من قيود المادة للوصول إلى الأنوار الربانية.

 

قال رسول الله ﷺ: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”. هذا الحديث الشريف يُستوقفني دائمًا، أستشعر كرم الله ولطفه عز وجل بعباده. فكل يوم صيام هو فرصة لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وكل ليلة قيام هي فرصة أخرى للتقرب من الله.

 

فالصيام هو منهج سلوكي كامل يعيد برمجة الإنسان جسديًا وروحيًا يشمل كل ما يتصل بأفعال المرء مع ربه ومع نفسه. فلنجعل صيامنا هذا العام مختلفًا، ولتكن النية الصافية حاضرة في معاملاتنا، و العمل الصالح على سلوكنا بحيث يلمسه من حولنا. وليكن لنا هدفًا روحيًا: ختمة من القرآن تملأ القلب نورًا، صلة رحم تذيب الجفاء، صدقة خفية تمسح دمع محتاج.
و كن على يقين بأنه كما يفرح الجسد بالإفطار، تفرح الروح حين تتحرر من ملذات الدنيا وتتجه نحو السمو والسكينة والرضا.

 

تقبل الله منا جميعًا، وجعل هذا الشهر المبارك شهر توبة ومغفرة وعتق من النار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى