المغرب يصنع دائمًا الحدث.. حتى عندما يغيب

قد يقول بعض الأشخاص أن المغرب لم يفز بكأس أمم إفريقيا منذ عقود وهذا صحيح. ولكن إذا نظرنا، من منظور بعيد عن العاطفة أو التحيز، إلى الإنجازات العديدة والفرص المتاحة، سندرك أن بلادنا في المسار الصحيح.

 لم يكن أحد يتوقع، في الوقت الذي نحلم فيه بالتتويج بكأس أمم إفريقيا، أن نصل إلى ما وصلنا إليه في كأس العالم. نصف نهائي تاريخي، بقيادة مدرب يتقن التعامل مع المباريات وفريقه، على عكس المدربين السابقين. هذا الإنجاز غير المسبوق لفريق أفريقي، بناءً على تاريخ مشاركات منتخبات القارة السمراء، أصبح مثالًا يحتذى به وأصبح إنجاز المغرب محل إعجاب الجميع.

 وبفضل ذلك، نجح المغرب في تسويق منتجه السياحي حيث سجلت بلادنا، وفقًا للمصادر الحكومية، وصول 11 مليون سائح لتحتل المغرب المركز الثالث عربيًا من حيث السياحة، بعد الإمارات والسعودية. وخاصة أن المغرب استفاد من الترويج بتكلفة أقل إذا ما قورنا حجم استثمارات هذه الدول. وارتفع عدد السياح بشكل أكبر خلال عام 2023، حيث وصل إلى 13.2 مليون سائح من خلال نفس المصدر.

 دخل المنتخب في بطولة أمم إفريقيا لهذا العام وطمح في التتويج، وهو مهمة صعبة بسبب الضغوطات الخارجية أكثر من الداخلية مثل ضغط الإعلام الدولي والتحضير الزائد للفرق في مواجهة منتخب أصبح معروف بمرتبته الرابعة عالميًا… والشيء الذي أدى إلى تعقيد الأمور هو عامل المناخ في بلاد القيلة الذي أثر على المنتخب وجميع المنتخبات العربية.

 تم الإقصاء أمام منتخب سبق وخسر المنتخب المغربي على يده، مما يطرح العديد من التساؤلات حول الاختيارات التكتيكية للمدرب.

 شاهد الجميع فوز المنتخب الإيفواري، الذي لم ينسى لطف المغرب الذي بفضل فوزه المؤخر، تمكن الفيلة من العبور واستكمال المشوار. ماكس غراديل والجماهير، كعلامة اعتراف، كان العلم المغربي حاضرًا، مما يعزز من إنجازات المغرب نظرًا للكم الهائل من نسب المشاهدة التي حققها النهائي. هذه اللقطات، وعلى الرغم من بساطتها، لها تأثيرات إيجابية كبيرة من الناحية التسويقية. وخاصة حضور لقجع لتسلم راية كأس أمم إفريقيا القادمة والتي ستُقام في بلادنا عام 2025.

 ستستعد جماهير الدول والمستثمرين لزيارة دولة لطالما سحرت العالم بمعالمها وثقافتها. تنظيم كأس أمم إفريقيا والتتويج بها، هو رجاؤنا، سينعش اقتصاد المغرب بشكل كبير وسيمهد، من خلال تنظيم محكم، لاستقطاب المزيد لأهم الأحداث، كأس العالم 2030 .

 المغرب أمام فرصة لكتابة التاريخ وإعادة الحيوية لاقتصاد تأثر من تداعيات كورونا و الزلزال الذي ضرب بلادنا زيادة على التضخم … فعلى الشباب أن يكونوا، كما قال المرحوم الحسن الثاني جوابا على سؤال: “ماذا تتمنى للمغرب؟”، أجاب: “أتمنى شبابًا ذكيًا، قادرًا على استغلال الفرص التي يوفرها القرن الذي يعيشون فيه…” هذه الوصية تعبر عن أهمية الاستثمار في شبابنا لمواصلة التطور والازدهار.

انس فجري

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى