عمر العداني
أضحى موتى ساكنة تامسنا يدفنون من قبل أقربائهم بمقبرة سيدي يحيى المركز التابعة ترابيا للجماعة القروية سيدي يحيى زعير، هنا يدفعنا للتساؤل أليس لمسؤولينا القدرة على توفير وعاء عقاري لموتى المسلمين ؟
فحسب نص القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات المحلية خصوصا المادة 83 من الفصل الثاني منه المتعلق بالمرافق والتجهيزات العمومية للجماعة والتي يؤكد على أن تشييد المقابر و صياتنها هي من إختصاص المجالس الجماعية المنتخبة، ورغم التوسع العمراني الذي شهدته مدينة تامسنا خلال الخمس السنوات الأخيرة، لم يفطن له منتخبو المدينة في تخصيص وعاء عقاري خاص بتشييد مقبرة، كشكل إستباقي، في ظل نذرة الأراضي اليوم بالمجال الترابي للمدينة الملكية تامسنا..
و عليه فإن التسريع بإحداث المقبرة النموذجية أصبح لازما، إحتراما لموتى المسلمين، فإليها مآلنا جميعا في آخر مطاف هذه الحياة الدنيوية، فمن العيب وجود مدينة ملكية بامتياز تنعدم فيها مقبرة لدفن الموتى ، هذا امر أصبح يشكل عائقا كبيراً بالنسبة للسكان القاطنين بمدينة تامسنا الذين يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد مكان لدفن موتاهم، فبالرغم من الوعود التي ما فتئ يطلقها مختلف المجالس المنتخبة المتعاقبة على المدينة.
وفي هذا الصدد، نعرب كمواطنين عن قلقنا من الوضعية الصعبة التي تعيشها المدينة نتيجة عدم وجود مقبرة واحدة على الأقل ، والتي تعتبر من بين الضروريات الواجب تواجدها في كل منطقة رغم أنّ هذه الأخيرة تتربع على مساحة كبيرة، وتشهد توسعاً عمرانياً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، ما يعني زيادة الكثافة السكانية التي تفوق في الوقت الحالي 50000 ألف نسمة وهي مرشحة للارتفاع، وفي المقابل لا توجد أي مقبرة في المدينة..
وقد أكد عدد من الجمعويين وعلى رأسهم السيد عمر العداني رئيس جمعية ” أيادي الخير ” أن السبب الأول في إنعدام مقبرة على مستوى المدينة راجع إلى غياب روح المسؤولية لدى الرؤساء السابقين والمنتخبين وكذلك مؤسسة العمران، الذين لم يُخصصوا قطعة أرضية لاستيعاب ودفن موتى المدينة إذ يجد السكان أنفسهم مجبرين إلى التنقل إلى جماعة سيدي يحيى زعير في كل مرة من أجل دفن موتاهم، والتي أصبحت هي الأخرى لا تستوعب العدد الكبير من الموتى”
واضاف عمر العداني قائلا: “العديد من الوعود التي أطلقها المسؤولين على رأس المدينة، من خلال تخصيص عدد من الأرضيات دون الإستفادة منها فعليا إلا أنّها بقيت مجرد وعود غير قابلة للتجسيد على أرض الواقع مأكدا أن جمعيته بالصفة القانونية التي يمنحها لها القانون خصوصا في الفصل المتعلق بربط الصلة بين المواطنين والمسؤولين ستدخل على الخط وستراسل الجهات المسؤولة وهذا حق ديموقراطي”.
وفي ظل هذه المعاناة، يطالب سكان مدينة تامسنا بضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة التي طالت، والتي أرقت يومياتهم وحولتها إلى جحيم لا يطاق من خلال اضطرارهم في كل مرّة إلى التنقل إلى جماعة سيدي يحيى زعير..