بقلم كمال قاسم
التقت وردة في احدى الازقة بالمحبة ودار بينهما الحوار التالي:
-المحبة : الى اين ذاهبة ايتها الوردة؟
-الوردة: انا ذاهبة الى شخص عزيز كهدية. لقد اشتراني احدهم و ها انا ذاهبة إليه و اسمه بني ادم.
-المحبة: وكيف تذهبين اليه وحدك؟
– الوردة: بصراحة كنت ابحث عن صديقة ترافقني فانا اولا لا اجيد السير لوحدي واخاف من الطرق المتشعبة.. فهل لك ان ترافيقني في رحلتي؟
-المحبة: حسنا بكل سرور لكن انا افضل ان اخذ معي اختي ايضا.
-الوردة: من هي اختك؟
-المحبة: بسمة هي اختي الا تعرفينها؟
-الوردة :و كيف لا اعرفها.. بالتاكيد انا اعرفها جيدا.
-المحبة: اذا دعيني اسأل اختي بسمة لكي تصاحبنا نحن الاثنين معا.
المحبة تسال اختها بسمة..
اتريدين مرافقتنا انا و الوردة لزيارة ابن ادم..
-البسمة: بكل سرور لكن انا لا احب الطرقات المتعرجة .. انا اعبر الطريق مباشرة اخرج عادة من القلب مارة بالشفاه من البصر عابرة الى البصيرة لكن اي سنسكن؟
-الوردة: سوف نسكن عند ابن ادم.
-المحبة: لا مانع الا إذا كان المكان يتسع لنا نحن الثلاثة.. لكن انت سوف تتألقين في المزهريةولكن انا و اختي بسمة اين سنسكن؟
-الوردة: اكيد في مكانكما الطبيعي.. في قلب ابن ادم.. فهناك الدفئ و الحنان و راحة البال..
اذن علينا بالاسراع الى هناك.
-المحبة: حسنا انا اعرف طريقا إعتادت اختي بسمةسلوكه.
-الوردة: اذن دعونا نمشي فحراره الشمس تذبل تاجي و يصبح عنقي ثقيلا . من اين الطريق؟
المحبة: نسير من هنا عبر جسر المودة ونصل دون حواجز.
انه الجسر الذي نتواصل عليه باستمرار و لا نحتاج إلى التفافات كبيرة.
-البسمة: انا احب هذا الجسر.. فلا ازدحام عليه بالماديات بل هو مفروش ببساط العفويةو بنسمات رقيقة ناعمة اللمسات ونصل عبر الاثير الى هدفنا.
-المحبة: اي نوع من الورود تفضلين ان تكوني أيتها الوردة؟
-الوردة: انا احب كل الأنواع وأصدقائي كثر مثل الزنبق و الياسمين و الرياحين والواني يختارها ابن ادم حسب مزاجه وغايته.. وفي العادة يختارني مفردة العدد. و اذا زرعني بيده واعتنى بي وارسلني هديه اكون افضل و اجمل الهدايا.
اذن اتفقنا .دعونا نبدءرحلتنا ونمشي عبر جسر المودة..
و تابعوا المحادثة..
-المحبة: حسنا .. لكن قولي لي ايتها الوردة كم من المدة سوف تبقين عند ابن ادم ؟
-الوردة: اذا اعتني بي فسوف ابقي اياما او اكثر .. و احيانا يجففني و يضع رقائقي في صفحات كتبه للذكريات. وانتما ايتها المحبة و البسمة كم سيطول بقاءكم عنده؟
-المحبة: عادة نحن نسكن في القلب وننعم بدفئه ونرافقه في زياراته الى اهله و احبائه و نعبر جسر المودةمعه و نبقى برفقته و نزداد سعادة عندما يوزع اجزاء منا على محيطه.. فكما تعلمين نحن لا ننقص بل نزداد عددا كلما وزع منا.. فنحن ننتمي الى عائلة السعادة.. فكما تعلمين ان كل شي عندما تاخذون منه ينقص الا السعادة فهي تزداد عندما يوزعها ابن ادم.. و ليس المهم ان اصل انا واختي الى ابن ادم .. المهم ان ابقى هناك.. وهو الذي بيده هذا القرار.. نحن نزور كثيرين من البشر.. فبعضهم يتخلون عنا بسرعه.. لانهم كسالا ولا يكلفون نفسهم جهد العبور جسر المودة للتواصل..فهم يحملون عبأ الحياة وهمومها مسووليةتقصيرهم. . ولا يعرفون ان الله قريب يستجيب دعوة الداعي اذا دعاه. نحن اساسا تؤام مع المودة ونعيش معا واذا افترقنا عن بعضنا يعصف بنا الحنين و الشوق.. واذا لم نلتق.. ضعنا عن بعضنا.. و هذا يعود كله الى ابن ادم….
احبتي:
ها أنا ارسل اليكم هذا الوفد المكون من الوردة والبسمة والمحبةيعبرين اليكم جسر المودة.. إلى بيوتكم.. بيادر الأفراح… فكلني امل ان تحسنوا ضيافته ولا تتركوه يقف امام باب مقفل. و خاصة وصول هذا الوفد يتزامن من مع وصول ضيف كريم من رب كريم الا هو شهر رمضان المبارك..
احبتي: دعونا لا نقطع حبل تواصل هكذا وفود و يطول هذا الحبل ليصل إلى كل من تعزون..