حُب !

كالم الشعيبية

كثرة الأفلام البوليودية ،والمبالغة في الغوص في بحر الأعمال الرومنسية جعلتنا نبني مفهوما زائفا للحب وتعريفا سوّقت له سابقا الأعمال التلفزية والروائية ،
مفهوم يَعبُر السّجاد الأحمر ويقف مستمتعا بتصفيق المُشاهد وثناء الإعلام بكل أنواعه ،مستمتعا بالأضواء المُسلَّطة عليه .
معتبرين نحن أن الحب هو ذاك الإحساس والشعور بأشياء كالفراشات في المعدة ،تدغدغ جدرانها .
تُبطل في حضرته العقلانية ويغيب دور العقل ،نحلق بجناحيه عاليا معانقين السحاب
فيصبح الاستيقاظ على صوت الآخر والنوم على همساته عادة ضرورية وإكسير حياة للبقاء
هنا نرسم المستقبل الوردي بأقلام الأحلام .
نستيقظ من غفلتنا بعد أن يزول المفعول فنجد أنفسنا مكبّلين بأغلال المشاعر ولعنتها
محاولين الفوز في تلك المعركة الوهمية كنوع من التضحية في سبيله (الحب ) ،
جعلنا منه متاهة يسقط فيها المُحبّ سهوا ،ويصارع الموت هناك ويحاول العيش والتأقلم إجبارا
تفترسه الحياة التي لا تعترف بمفهوم كذاك للحب
يتطور الوضح ليصبح بمثابة وباء يقضي على أحد الطرفين أو كلاهما والأخطر من كل هذا أن يدخل هاته الحرب أرواح بريئة كانت نتيجة لقاء عشوائي ،سُلط الضوء على جانبه المشرق فقط ،ليترك آثار خدوش لا تختفي، داء لن نُشفى منه بطريقة أو بأخرى .
على عكس كل هذا ؛ الحب حالة مقدسة ،أساسه الأختيار العقلاني
والتصالح التّام مع مشاعرنا ،أساسه التوازن العقلي والقلبي ،لا غالب ولا مغلوب ،
الحب هنا نتيجة لقيم كثيرة أهمها قرار الوقوع في الحب هذا القرار يتولد فور إحساسنا بالإحترام ،التقدير ،والإمتنان لوجودنا في حياة الآخر
لتصبح حياتنا والآخر عبارة عن معجزة أتت بها الطبيعة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى