ديجور الحياة
نيرمين رسمي محاسنه
في لحظةٍ ما، ستتقيأ روحك وأحلامك، شغفك وحبك ولهفتك
فجأة، ستصبح خاوياً، فضاءاً كاملاً من الرماد، ستصبح بقايا ألمك وذاكرة حزنك وانكسارك هي القانطة الوحيدة فيك
ستهرمُ في لحظة واحدة، ألف سنة، ستفقد الأمل في كلّ شيء حتى في نفسك
ستُهزم وتُعدم بقايا شجاعتك على المقصلة ثُم تُرمى في فُوَّهة خاويةٍ سوداء جوفها مُرعب، نعم ستبكي كثيراً من تلك اللحظة، وبعدها ستصبح كائنا باردا كالصقيع مع الحياه، ستبهُت الدُنيا في عينيك كأنها لم تحتوي فرحاً يوماً وكأنها خُلقت رتيبة مملة خاوية من الألوان والأمل
جميعُنا نذبل في لحظةٍ ما، منّا من يستمر ذبولة أبدياً ويعيشُ حياةً سرمدية، ومنّا من يذبل قليلاً، لكنه يُطلق بعد ذبولة براعم جديدة يَحيا بها من جديد ويعود يانعاً كأنه لم يصفرَّ ابداً
وأنت يا صديقي من تُحدّد أيّهم ستكون، فإما أن تستجمع بقاياك المتناثرة وتخلق من ألمك فرحاً وقوة، وإما أن تستسلم للأبدِ ولا تقوى بعدها على مجيء الربيع، فتُدفن في دِثارك ولا تحيا بعدها أبدا،
وكنصيحةٍ صغيرة، احيي الناس ما استطعت فلا تعلم أيهم على وشك الذبول والاندثار اندثاراً ابدياً، لعلك بذلك تكون مسحةَ رحمةٍ من اللهِ على قلوب من تمرُ عليهم من بني البشر .