الاديبة اللبنانية راوية المصري
خلال الحرب العالمية الثانية وبعد هزيمة العثمانيين !جرى تقاسم النفوذ على منطقتنا العربية! وكان نصيب هذا الوطن – لبنان- الانتداب
الفرنسي ! الذي من خلاله انبثق شعار وصفة ” الام
الحنون “؟!! وربما كانت كذلك قياسا مع ظلم الأتراك والمجاعة التي حلّت بسكان جميع القرى اللبنانية ، ومن بينهم قريتي ” حور تعلا”!
حور تعلا قرية لبنانية في محافظة البقاع قريبة من
قلعة بعلبك الشهيرة، وقبل حصول الانتداب انبثق
وخرج منها المناضل أبو علي ملحم قاسم المصري
اذ ثار مع رجال القرية على الاحتلال العثماني! اذ
رفضوا الهوان والجوع بعد ان تمادى الجيش التركي
بسلب الأهالي ومصادرة المؤن من البيوت وأخذ المواشي والدواجن ! اذ بعد افراغ البيوت من المؤن
يضطر الاهالي الى البحث عن براز الخيل لاستخراج
بقايا الشعير منه! فيغسلونه ويجففوه ثم يطحنوه
ويخبزونه كي يبقوا على قيد الحياة!!
لم تكن شخصية وعنفوان أبو علي قاسم المصري
لتقبل هذا الهوان بأهالي بلدته! فقام بتأليب السكان على الثورة! وهذا ما حصل!! اذ انطلقوا الى الجرود الواسعة وقاموا بمهاجمة بعض نقاط الجيش التركي ! الذي كانت ردة فعله ! ليس مواجهة الثوار ، بل داهموا القرية واعتقلوا النساء
والأطفال والعجزة من الرجال ! واشترطوا ان يسلم
المقاومون أنفسهم مقابل إطلاق سراح النساء والاطفال !! وخلال سوقهم الى السجن؟! مات العديد منهم على الطريق وبينهم ” عم ابي “!
وعندما بادر بعض المقاومين لتسليم أنفسهم تم
إعدامهم!! واستمر جدي ابو علي ملحم قاسم المصري
في مهمته ورسالته! ولم يثنيه جهاده ومقاومته الأتراك عن الشؤون الاجتماعية ، فكان يدافع عن
المظلوم والفقير والضعيف ! حتى ذاع صيته في مختلف المناطق اللبنانية! حتى ان كلمة “ابو علي”
ترمز في اللهجة العامية الى ” القبضاي الشهم”
وكان الصغار اذا ما اختلفوا ؟ كان يجيب احدهم الآخر ( شو جايي تعمل عليي ابو علي)!
واذا كان صيت المنتفضين تلك الأيام صفات القساوة وقطّاع الطرق!!فانني افتخر ان جدي ابو علي كان مناضلا وثائرا وعرفه مجتمعه جيدا! ولا
يهم أية صفات يطلقها المتضررون فالأتراك لهم أزلامهم مهمتهم تشويه سمعة الثوار!!!
قرية انهكها الفقر والظلم ورجال القرية مشتتين بين العمل بالصخرة والذي كان يرفض كان يدفن حيا وبين الجبال والكهوف الوعرة فكان على النساء العمل اضعاف لكي يبقوا اطفالهم على قيد الحياة.
البحث عن الحطب وملئ الجرر من العين وعند اعداد الطعام يصعدون على السطوح بحثا عن مكان يتصاعد منه الدخان كي يرسلوا احد الابناء لاستعارة جمرة ومن هنا جاء المتل اللبناني اقعد( شو جاية تشحد نارة )بمعنى من كان يستعير النارة عليه بالإسراع كي يستطيع ان يشعل النار قبل أطفالها .
يتبع