أكدت وسائل إعلام حشد الجيش الإسرائيلي قواته على الحدود مع غزة، بينما أفادت وسائل إعلامية بدء التوغل في قطاع غزة وهو الذي نفته فصائل فلسطينية، بينما يستمر التوتر في الداخل وخصوصًا في القدس المحتلة ومظاهرات من عرب 48، بشكل جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي يصف الوضع بأنه حرب على جبهتين، واستمرت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة مع بداية الساعات الأولي لصباح اليوم الجمعة.
وحذر الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام من أن أي توغل اسرائيلي في قطاع غزة سيكون فرصة لزيادة القتلي والأسري من جنود الاحتلال، قائلا «إن أي توغل بري في قطاع غزة سيكون فرصة لزيادة غلتنا من قتلى وأسرى العدو وجاهزون لتلقينه دروساً قاسية.»
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: «نقول للعدو سيكون مصير جنودك ما بين قتيل وأسير فلا تهددنا بما هو نصر لنا».
وشهدت أمس الخميس غارات اسرائيلية على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالى، ردت عليها الفصائل الفلسطينية بإطلاق نحو 300 صاروخ طالت مناطق من جنوب وشمال إسرائيل، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل مواجهات عنيفة داخل المدن التي يسكنها عرب وإسرائيليين، مما جعل الرئيس الإسرائيلى، رؤوفين ريفلين، يحذر من اندلاع حرب أهلية داخل إسرائيل.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام عن قصف عسقلان وبئر السبع وسديروت وأسدود بعدد 50 صاروخا، بالتزامن مع الحشد الإسرائيلي على الحدود مع غزة والغارات العنيفة القطاع .
وتدخل المواجهات الإسرائيلية مع الفصائل الفلسطينية في غزة وعرب فلسطين الداخل اليوم الخامس، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مساء الخميس، ارتفاع أعداد الشهداء في قطاع غزة إلى 109 شيهدًا، بينهم 28 طفلاً، و11 سيدة، وأن إجمالي الإصابات بلغ 580 مصابًا بجراح مختلفة، من ناحية أخرى قُتل 7 أشخاص من الجانب الإسرائيلي إضافة إلى مئات الجرحى نتيجة المواجهات والقصف الفلسطينى.
وتوجد مطالبات دولية بخفض التوتر إلا أنه لا مؤشرات حتى الأن على التهدئة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية التي وحدت صفوفها وكثفت من إطلاق الصواريخ محلية الصنع صوب البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، والتى أجبرت إسرائيل على إغلاق مطار بن جوريون وتحويل الرحلات القادمة إلى مطار رامون.
ويأتى التصعيد على خلفية اعتداءات مستوطنين اسرائيليين وقوات الشرطة الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى، وأيضًا الاعتداء على فلسطينيين في الشيخ جراح، في القدس المحتلة.
ويزعم مستوطنون أن الفلسطينيين يقيمون في منازل بنيت على أراض كان يملكها يهود قبل حرب 1948، وهو ما دفع المقاومة لقصف المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة، ردا على الاعتداءات الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، إن الكلمة الأخيرة ضد حركة حماس لم تُقل، وستستمر هذه العملية ما دام ذلك ضروريًا.
وأضاف بيان صادر عن نتنياهو «قلت إننا سوف نفرض ثمنا باهظا جدا على حماس، وسنفعل ذلك وسنواصل القيام بذلك بقوة كبيرة».
وقال رئيس وزراء اسرائيلي موجهًا حديثه لشعبه: «نحن أمام جبهتين في المعركة، الأولى غزة، والمظاهرات في الداخل هي الجبهة الثانية بعد غزة».
وتوعد نتياهو :«سوف نفرض ثمناً باهظاً من حماس وباقي المنظمات، والكلمة الأخيرة لم تُقل بعد، وستستمر هذه العملية ما دامت تستلزم إعادة السلام والأمن إلى دولة إسرائيل.»
ومن جانبه أعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدم التراجع عن المقاومة ضد إسرائيل وأن هذا ما أبلغوه للوسطاء، محملا إسرائيل المسؤولية عن تفجير الأوضاع بسبب إشعال جبهة القدس.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن «الجيش يحشد قواته على حدود غزة استعدادا لاحتمال القيام بعملية برية».
وقررت إسرائيل استدعاء 16 ألف جندي احتياط بينهم 7000 لدعم منظومة القبة الحديدية المسؤولة عن التصدي لصواريخ المقاومة المنطلقة من قطاع غزة.
وقالت كتائب القسام إنها قصفت مدينة بئر السبع واستهدفت بطاريات مدفعية اسرائيل شرق غزة بـ12 صاروخ Q20. وبدورها قصفت سرايا القدس مدينتي عسقلان وسديروت وقالت سرايا القدس أن صواريخها خرجت أثناء زيارة رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين لسديروت.
وقال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أنه أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي جابي اشكنازي، ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وأهمية العمل على تجنيب شعوب المنطقة المزيد من التصعيد واللجوء إلى الوسائل العسكرية.
وأشار وزير خارجية مصر حرص على استقرار المنطقة على أساس تسوية القضايا بالوسائل الدبلوماسية وعبر المفاوضات، وأن التطورات الأخيرة إنما تؤكد على ضرورة أن تستأنف جهود السلام الفلسطينية الإسرائيلية بأسرع ما يمكن ودون انتظار.
وأعلنت الخارجية الروسية استعدادها لتكثيف جهودها لاستئناف عملية التفاوض بين فلسطين وإسرائيل، معربة عن قلقها العميق بشأن الوضع في القدس الشرقية وقطاع غزة، ودعت الجميع لضبط النفس وعدم اتخاذ خطوات من شأنها زيادة التصعيد.
ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف لخفض التصعيد في قطاع غزة والضفة والقدس.
وقالت بلجيكا إن العنف الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين غير مقبول، داعية لوقف التصعيد على الفور.
وقال شعبان فتحي نائب رئيس موقع الكوفية، والمختص في الشأن الفلسطيني، إن التصعيد الذي تمارسه سلطات الاحتلال هدفه تدمير قطاع غزة إقتصاديا، وإنهاك قدرات المقاومة عسكريًا، بعد أن طالت الصواريخ الفلسطينية أماكن جديدة في المدن الإسرائيلية، بما تمثل عائقًا أمامه لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية لإقامة مزيد من المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
ورأي «فتحي» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو عمل على تصعيد العدوان على القدس وغزة خلال الأيام الماضية بعد فشله في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وتكليف غريمه زعيم المعارضة يائير لبيد، بتشكيل الحكومة.
وأشار الخبير في الشأن الفلسطيني إلى أن الإطاحة بنتنياهو الذي يقوم بتسيير الأمور في إسرائيل لحين تشكيل الحكومة، تعني الزج به في السجن لتورطه في قضايا فساد حيث تتضمن لائحة الاتهام تهما تتعلق بتلقي رشاوي والاحتيال وخيانة الأمانة، وأن رحيله يعني رفع الحصانة عنه، الأمر الذي يجعله يتشبث بمكانه لآخر لحظة، وفتح جبهات جديدة حتى لو كانت من خلال الدخول في حرب جديدة.
وأكد «فتحى» أن نتنياهو بات يبحث عن نصر مزيف للهروب من شبح السجن الذي بات يحوم حوله، بعد فشله في إستعادة جثماني الجنديين الإسرائيليين، هادر غولدين وأورون شاؤول، المحتجزين لدى حركة حماس.
واعتبر أن نتنياهو ربما يخسر تاريخه السياسي، في حال تمكنت المقاومة من قتل وأسر جنود إسرائيليين في هذه المواجهة المفتوحة، علاوة على التصعيد في الداخل الذي يهدد بحرب أهلية داخل إسرائيل، لذلك فإن نقل الحرب إلى داخل غزة هي مجازفة غير محسوبة من اسرائيل.
وتوقع الخبير في الشأن الفلسطينى أن دخول إسرائيل لقطاع غزة حال حدوثه لن يضيف جديدًا إلى المعادلة، وسيحرك المياه الراكدة حول إقامة دولة فلسطين وسيحقق مكاسب للمقاومة الفلسطينية وربما تنجخ في أسر عدد جديد من الجنود الإسرائيليين، مثل الجندي جلعاد شاليط الذي بقى أسيرا لدى المقاومة 5 سنوات، وهو أكثر سيناريو قد يتكرر خلال الأيام المقبلة.